السبت، 9 مارس 2024

أصدقائي .. رابح التيجاني

·

أصدقائي .. رابح التيجاني ِ

أصدقائي كُثْرٌ بدار البقـــــــــــــاء ِ 
وأنــــــا منبـــــــــــــوذٌ هنا بالعراءِ

 تركوني وحدي وحيــــــــداً وغابوا
 كيف فرُّوا ، تسللوا ، للسمــــــــاءِ

 كلهم ياويحي مضوا واستراحوا 
وحياتي موتٌ بدون انتهــــــــــــاءِ
 
 فَلِمَنْ أحيـــــــــــا بعدما غـادروني
 غدَروا بي واستسلموا للتنـــائي
 
 ليتني مـــــــــا فارقتُهم ليتهم مــــا 
خلَّفــــــــوني أفنَى قُبَيْل فنـــــائي

 إنني مفقـــــــــــــــــودٌ كياني خواءٌ 
عدَمٌ أحلامي ومــــــامِنْ رجـــــــــاءِ 

 ها أنا بــــــــــــــــــــــاقٍ كالبقايا بدنيا 
أبـــــــــداً ما فيها سوى التعســــاءِ 

 قد خبــــــــا ما أضاءها من بهـــــــاءٍ 
هدَّهــــــا ما قد هدها من بـــــــــــلاءِ
 
 هي روحي جَنْبَ الرصيف خُدوهـا 
لم تعد تَعنيــــني وتذكي اشتهائي 

 إرحلوا بي حيث توارَوا جميـــــــعاً
 إنني مشتـــــــــــــــــاقٌ لبشرى اللقاءِ 

 ماحياتي والروح شاختْ وشـــاهت 
ودمي يستجدي هُبــــــــــــوب هواءِ 

 مُشْرِفٌ على التلاشي قريــــــــــــــــباً 
فافسحوا حضن الثرى والفضـــــــاءِ 

 هل من ناعٍ ينبري مستفيــــــــــــضاً 
في مديحي ومُسهِبا في رثــــــائي 

 ماتبقــــــــى غيري وبعض الحكــايا 
وركـــــــــــــــامٌ من حسرةٍ وشقـــــــاءِ 

 ماتبقَّــــــــى للموت مني بقـــــــــايا 
ما تبقـــــــى سوى اندثاري ودائـــي

 لمْ يدُمْ لي في هذه الأرض شيءٌ 
 كل ما أعطتهُ انتفَـــــــــــى كالهباءِ 

 آهِ من وجدانٍ تشظــــــــى اكتئاباً 
 وتسامــــــــى مستمتعا بالعنـــــاءِ 

 سوف أمضي فاستبشروا إنما هلْ 
 من صديقٍ بــــــــــــاقٍ،عليهِ رثــــائي  ِ

أصدقــــــــــائي كُثْرٌ بــــــدار البقاء ِ 
وأنا وحدي ، لي أنــــــــــــا ، وعزائي