تغريدةُ قاعدٍ على شفا الحافة .. رابح التيجاني
كلنا
دون استثناءٍ
عجائزْ ،
نلعب " الرُّونْدا" "والضَّاما "
بأعتاب المقاهي والمشافي
والمخابزْ ،
نصرف العمر هباءً
همُّنا تأبين موتانا
وتشييع الجنائزْ ،
نرقب الآتي
حزانى
كيف نلقاهُ
وقد ساخت خطانا
كيف نجتاز الحواجز ْ،
والفيافي والمفاوز ْ،
ندرك الحلم الجبانَ
هدَّنا رعب انتظارٍ
لقطارٍ
تائه أعمى
معطوبٍ وعاجزْ ،
مالَه من موعدٍ
قد يصل الآنَ
لهذا
من يموت اليوم
قبل الغدِ
فائز ْ،
كل من راحوا
استراحوا
هكذا قالوا لنا
والقولُ حق ٌّ
ممكن جدا
وجائز ْ،
لن يخدعونا أبدا
هم سافروا
ما ودعونا
لم يباكوا أحدا
آهٍ
وإني
مستعد للفناء
الآن
ملهوفٌ وجاهز ْ،
ولماذا نحن نخشى اندثاراً
أَوَلسْنا مثل بنيان عتيقٍٍ
راعشٍ
دون ركائزْ ،
أتلفتنا الريح والأهواء
إغراءُ الغرائز ْ،
الأطماع وأحضان المراكز ْ،
وصعودٌ شاهق
صوب المتاهات
حضورٌ وازن
راقٍٍ وبارزْ ،
ووجودٌ ماتع جدا
ومائزْ ،
لا دواء الصبر يحمينا
ولا الآمال تُحيينا
ووخْزات المغارز ،
سوف ننهار حتما
ننتهي
هي النهايات لنا
أغلى الهدايا والعطايا
والجوائز ْ،
كلنا
دون استثناء
عجائز ،
لا شَحْذُ الروح يشفينا
ولا طَحْنُ الحنايا بالمهارزْ ،
فلْنُبادِرْ
من يموت اليوم
قبل الغد
فائز ْ.
فلنسافرْ
قبل إغلاقِ و إقفال المقابرْ
والمعابرْ
ولْنغادرْ ْ
قبل إسدال الستائرْ
من سيبقى بعدنا حيًّا
خاسرْ ،
هذه الأرض
حروبٌ في حروبٍ
وجنونٌ
وصراعات بئيسة،
منذ كانتْ
وستبقى
هكذا
دنيا تعيسة ،
وستفنى
وسنفنى
كلنا
كنا وحوشاً
أو فريسة ،
لستُ إنسانا
وحاشا أدعي بعض انتسابٍ للإنسانِ
في خرابٍ بشعٍ
قاسٍ وجائرْ،
كيف لي أن أدَّعي ما أدعي
وسْط المآسي والمجازر،
يختفي إذ يخجلُ الواحد منا
في ضمير غائبٍ
مسْتَتِر ٍ
بين الضمائر ْ،
مااختفَوْا
أشرارُ هذا العالم الدامي
المغامرْ ،
بل تباهَوْا
وتمادَوْا
كيف أصبحنا وأمسينا
بأنيابِ غولٍ
وأظافرْ ،
إنما نحن جميعا
سوف نفنى
إننا
دون استثناء
عجائزْ ،
هزَمتْنا السنوات البورُ
أَشْقَتْنا الأماني
والخفافيش المَطانزْ ،
فتعالَوْا
نتعالى
من يُداني الأفقَ
محظوظٌ
وقافزْ ،
من يسمو
يتسامَى لحظةً
بالحب
كالإنسانِ
فائزْ .
.