الموت بالسكتة الشعرية
رابح التيجاني
أأقول إن قصيدة غضب هوت
من شرفة البرق هوت
من شرفة الرعد
صهيل أحصنة ؟ !
أأقول إن الصوت خلف سماء صحوتها
تطـــــاول مئذنة ؟!
أأقول إن الصمت بين أصابع يدها
تبرعم سوسنة ؟!
أأقـــــول
وماذا عساني أن أقول
وقد تضاءلت بقدر علوها
مذلة ومسكنة ؟!
كانت تطوح بي
كما البسمات
توغل في الجراح المزمنة ،
كانت تبعثرني
حقول حرائق
بفضاء أرواح عطاشى مدمنة ،
تتقاذف بملائكية خافقي
وتلعنني شيطنة ،
أواه
كيف أقول والكلمات في خلدي
تخمرت جثثا متعفنة ؟!
تتكلس متقاطعة
وتغوص في الحنايا طاعنة ؟!
تحيا بحنجرة المكان
قصيدة رحلت
مع الزمن الحزين
حزينة ومحزنة ،،،
ومضت بك الأيام ياويلي أنا
سنة تطاردها سنة ،
كقوافل الغجر
تسافر أبدا
لست تحالف غير نار الإحتفال
ودندنة ،
تقتلك الصبوات قتلا
وتنام على الورق
مهــادنة ،
تذبحك بالسكتة المفاجئة
وتستحم قراءة في الأوردة المثخنة ،
أمدينة متوحشة سكنت صدري
حريقا
وارتضت رئتي العليلة مدخنة ،
أقصيدة بلهيبها
اختصرت عذابي لحظة متلونة ،
لو تحضنين مواجعي وفواجعي فأقول
لا
أأقول والكلمات تخنقني
أأقول وقد قـــالت
هوت
من شرفة الرعد هوت
من شرفة البرق
نيازك موهنة ،
أأقول والصوت بغفوتها
تصدع مئذنة ،
أأقول والصمت تحت خطى قدميها
تفتت سوسنة ،
أأقول
وكيف لميت أن يقـــول ؟؟؟!
(نشرت بالملحق الثقافي لجريدة العلم)
أحلى القصائد
رابح التيجاني
لا والضحى
والشعر يا ندمي إذا الشعر انتحى
ركنا قصيا داخل قبر
فنام وما صحا ،
إن الكتابة لعنة
وتوهج روحي رحى ،
ولسوف تقتلني المشاعر
لو أظل مطوحا ،
أولم تكن مدائن الإشراق مركبتي
خبا لمعانها
ما أصبحا ،
واقتدت قلب العالم
أجرجر نبضاته
فكبا السبيل ملالة
ترنحا ،
وملأت بحر الهم بالحروف
صاغ بها العباب معاجم غرق
وغاص ملوحا ،
أواه
فأما أنا فمسافر في لجة السؤال
وأما اليقين فتــــالف في القـلب
وأحلى القصائد ما امحـــــــــى .
( نشرت بالملحق الثقافي لجريدة العلم المغربية 17/7/1988)
دوي القصيدة
رابح التيجاني
رصيد من الصبر والانتظار السخي
ووعي شـــــــقي
ودنيا بـــــــــغي
تحــــــابي الغني
وتغتــــال كل نـــــبي ،
وأبصرت في الأفق لونا غـــــــبي،
وحلما شــهي،
وأسطورة
تسكن الناس والوحش فيهم
وما من خلي ،
نشرت على الصفحة البكر اسمي
وعنوان رأس وأنثى
يجران قبر صبي ،
وكنز انبعاث خفي ،
أسافر سافرت
في الروح يا روح
حتى وصلت قراري
مداي القصي ،
أغني وغنيت للأرض
لحني الشجي ،
وآه
رصيد من الموت والانتحار البطي ،
أنا بين " هم " لا أنا
وأنا دون " هم " لاأنا
وحده الهم يحيا سوي ،
أدرنا الكؤوس
وما من شراب صفي ،
سكرنا بأسمائنا
والعداء الوفي ،
ودخلناه بوحا عصي ،
وكنا جميعا
أنا وأنا وجميعا
وهي ،
ووهما بهي ،
خرابا ذكي ،
يداني الأغاني
وشمس العشي ،
ويطوي الحطام
وعمرا طوي ،
حياتي
وأين المقادير
أين صدى الأرض ما عاد
منذ نفي ،
أين مضى الكون والكائنات
وأين اختفى موسم الريح
لا إرث غيري بقي ،
رصيد من البؤس والاندثار البلي ،
وصوت عيي ،
وقوت نهار براني
وقهر نجوم محاني
وليل جلي ،
أسير وراء الروي ،
ورقص الحروف الحيي ،
هزائم فقر أبي ،
أجمد معنى المعاني
ومعناي
خلدا طري ،
رصيد من الرعب والاقتتال الوطي ،
أموت قوي ،
أموت خشي ،
وأسقي قبوري دعاء ندي ،
أحارب أعداء قلبي
بقلبي
وعدل الدوي ،
دوي القصيدة .
(نشرت بالملحق الثقافي لجريدة العلم 30/6/1987)
السؤال
رابح التيجاني
بكل حريف وهبته للشعر يا شعر
وسواس ،
حنيـــــــــن
شجــــــــون
وحب ورعب
وتصهال أفراس ،
تجاوز في الحلم ألف متراس ،
بكل حريف
حياتي وموتي
فرار وحراس ،
فضاء وأرماس ،
بكل كلام كلام
قطيع من النار يعوي
وسيــــاط ثلج
وأصداء أنفاس ،
حريف الغناء بقلبي
وقوف وموت
وأجراس ،
تدق
وشيء عن الروح والأرض يغلي
حكايا من الذكريات
وأهلي
وزيتون مكناس ،
حريف الغناء بقلبي اندحار
وإعلان إفلاس ،
أفول شروق
وإحباط إحساس ،
وحلم سخي بدنيا انشراح
وأعراس ،
وأبكي
لماذا انكسار الحنايا؟
انهيار المعـــاني؟
لماذا المتــاهات؟
أواه لاتسألوني
ولاتسألوا الناس عن بؤسهم
شعرهــم
واسألوا النــــــــاس .
؟؟
21/7/1987
قراءة شعرية
رابح التيجاني
- مرحبا
أهلا وسهلا
أنت ضيفي
مرحبا
هنا الرباط
والجرائد ،
والحديث عن صبايا الشارع
والأمنيات
والشعراء
والقصائد ،
أنت ضيفي
عدس مائدتي
ليس مهما
الفقراء إخوة
والله واحد ،
ما الموائد ؟؟
تأكل في دارك ماذا
جمانا أم قلائد ؟؟
عفوك يا صاحبي
كلنا في الخبز
في مقابر الخبز
شواهد ،
هات يا أنت خروفا
نضحك للجدل المبحوح
والقلب المكابد ،
أقرأ قصيدتي
تنهال عطفا
وتساند ،،
* عدس أحلى من العنقود
واعد ،
شاعر الأرض النكور
والمصائد ،
في قصيدتك لمن هم بلا أرض
قواعد ،
وطوابير مقاعد ،
في قصيدتك لمن هم بلا عقل
فوائد ،
في قصيدتك لمن هم بلا روح
وسائد ،
في قصيدتك إشراقة النبوة
وتلويح المراصد ،
- عفوك يا صاحبي
هي معاناة بكاء
والبكاء لامعنى له
زائد ،
محنة لامهرب منها
كما الموت ملاذ
شدة تطوي الشدائد ،
* لا . يسوخ العبث كالبرق
أما زمن الرؤيا فخالد ،
غص بأعماق التباريح
وجاهد ،
كن كما اليوم
على يومك شاهد ،
- ياوداعا
للحديث
للعدس
نبل الأصول والمقاصد ،
يا وداع الاعتزاز
يا وداعا .
نلتقي في مطعم بعد غياب
كان وجدانك راكد ،
وضميرك الشبعان المستريح راقد ،
تقرأ ذات القصيدة البكاء
تتهجاها
بالصوت جامد ،
لست تدري
ما تغير بها يا صاحبي
لا شيء
غير العدس الممقوت
قد أصبح فاسد .
( نشرت بجريدة البيان وجريدة العلم / نونبر 1984 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق