إنها المرأة
رابح التيجاني
أذكر أني كنت وحشا
غير ضاحك
غير ناطق
غير عاقل
لا أدري لوجودي معنى
وحيدا
شريدا
لا أعلم إن كنت شقيا أم سعيدا
أحيا
كأنني أحيا
لافرق لدي بين دنيا ودنيا
وفجأة
هبت كالنسمة
كالبسمة
كالنغمة
فجأة
هي هي
ربما كانت نائمة بين ضلوعي
قريبا من هالة القلب
ربما ربما
لكنني لمحتها
حينما انبثقت
تفجرت بركان حب
صهرتني
احتضنتني
أعلنت وجودي وكفتني عبأه
أعلنت وجودي وحبتني دفأه
إنها المرأة
مني وإلي
وأنا منها وإليها
منجذبان
لا معنى إلا لنا معا
لا فرحة إلا بنا معا
لا حياة إلا ونحن معا
نشقى
ونفنى شوقا
جنونا وحمقا
اغترابا قنوطا مللا وخنقا
هي الحياة تافهة
مالم تتعانق الأرواح الفارهة
مالم يتحقق الملقى
. بين تائه وتائهة
كتبهارابح_التيجاني ، في 3 مارس 2012 الساعة: 18:48 م
هي ترسم قلبا طريا
رابح التيجاني
بدون أضلاع
أو بأضلاع أنانية
فوضوية
لا تحب التساوي ولا التوازي
وتسخر من المعاني والمغازي
تغرق في البكاء
مكتحلة بالأرض والسماء
مدمنة للغزل والرثاء
وتلتقط بفطرتها
بغريزتها
بحدسها
وحسها
قلبا من العراء
تقلبه
تجربه
تهذبه
تعذبه
تخربه
تفتته ثم تركبه
وتحبه
حتى يخيل لها أنها تحبه
تقاربه
تراقبه
تعاتبه
تحاسبه
تعاقبه
تجذبه
وتسحبه
تقفل عليه بساديتها الأضلاع
بنرجسيتها
وتتركه للأوجاع
حتى إذا هاج به الظمأ وجاع
انقاد وانصاع
سلسا ومطواع
لترسم به وبحنانها وحنينها خربشات
مثلثا لأنثى
،مربعا للنوم بدون منامة
،أو مستطيلا للتيه حتى تظهرعلامة
وتنبعث الحياة في القلب
،وفي كل الأشياء أمامه
التواءات وانحناءات
انعطافات ومنعرجات
مرتفعات ومنبسطات
وهادا ووديانا وأخاديد
غضة بضة ملساء
دون تجاعيد
يشع من بين ظلالها وزواياها
وثناياها
،برق ابتسامة
أنصاف دوائر
ودوائر كاملة منغلقة للدوار
خطوطا مائلة
منحنية
منكسرة
منحرفة
شبه منحرفة
أومستقيمة
أفضل ما تكون الاستقامة
وحينما تشاء
حينما تشاء
تختم الشكل باللمسات
والهمهمات
وتبارك تمامه،
ترى القلب يقف
يرتجف
ممسكا بين يديه حمامة،
يبثها هيامه
يدعوها للتوغل بعيدا في غمامة
عميقا في غور الأمواج
يعترف
يستعرض وجوده المعدوم
يستحضر تاريخه المحموم
مسكونا بقوة الضعف
والخوف
مهموم
معانقا للأوهام متخما
بها
بها
ووفيا لها
وأبدا محروم
،،ملتصقا لا ينصرف
يتوجع القلب تضمه الأضلاع
تهدهده
تدغدغه
حتى يعيا
يظل يلوك الأوجاع
ليس يعيا
تخرجه من وراء قضبانه
تضرب به الرصيف
يجلس مفترشا العياء
محدقا في غباء
في منتهى حالات اليباس والجفاف
متشقق الشغاف
يسعل
ويسعل
يبصق كل دمه
حتى يمسي فارغا تماما
خاليا من العشق تماما
نظيفا
أوشبه نظيف
صالحا لاحتضان القمامة
.ولا شيء غير القمامة
تكسر يا قلبي إيقاعا ولملم شتاتك طربا
رابح التيجاني
تكسر يا قلبي إيقاعا
،ولملم شتاتك طربا
أنا شرعت للريح زنازنك
فهل أسأل كيف العصفور هربا ؟
آه هي الطيور تغني
أسيــــــــرة تغني
لنا
أنا
أنا شرعت قلبي للريح أبجدية
، وأحرقته كتبا
كنت السالب
، ولعنت من سلبا
فلله يا قلبي ما هو باق
، ولله يا عصفوري ما ذهبا
ولنجدل من سياط الريح أوتارنا
، ولنجعل طول الأرض وعرضها خشبا
وتعال يا نزيف الصدى المسافر أبدا
، ملالة وغضبا
تعال يا نغم الروح العجوز
، طوح معي بمضارب العشيرة مغتربا
أرصفة الدنيا المهجورة انخسفت بنا
، والأهل اقتبلونا غرباء غربا
آه أيتها الطيور الداخلة إلى القلب
الطيور الخارجة من القلب
، ما الشدو إن أنا شدوت منتحبا
آه أيتها الغائبة كشمس الشتاء والمنافي
وأبي منذ اعتكف تحت الأرض
، واحتجبا
تعصاني الحرية حرا
تنقاد لي عبدا
تطير معي
تطير بي في الفضاء
،خلف القضبان شهبا
مالي لا أداني روحها المغناج
، إلا مكتئبا
ما للفرحة إذ تضبطنا
تتدفق بعيونها شلال إشراقة
، وتتلبس بوجهي سحبا
أعياني حضورها الزئبقي
اليقين الفالت باليقين
والحلم المستيقظ في الظهيرة
، مرتعبا
ألجمت المعاناة وعانيت
أرخيتها عانيت
فأين مني الحال فوق الأحوال
، صدقا أو كذبا
هذا المد المجزور الجزر الممدود أنهكني
أيرتاح من بين الضدين استراح
، منجذبا
لله ما يمنع أيتها المتمنعة
، ولله ما وهبا
حبيبتي الصمت
ويالي من الصمت معنى
مثقلا بالمعنى
، ومحتجبا
حبيبتي الصمت
هل أسبر غورها عاشقا
، أم أهتك الستر مغتصبا
الصمت الصمت لا كان
وكل اللغات اختصرناها استفهاما
، وعجبا
أأنت يا أنت أنت
ومن أين لي أن أدري
وكيف لي أن
وهل
، وآه آه وواعجبا
حبيبتي القدرة
حبيبتي اللعب
ويالي ممن إذا اقتدر
،لعبا
..وفرشنا بيننا العناقيد
كرات أرضية بكائناتها
، وعصرنا الأكوان عنبا
وأكلنا وشربنا
ما أكلنا غير الزمن نيئا
ومن منكم قارعنا دنان الموت
، يصف ما شربا
أواه حبيبتي عراها البحر غير طازجة
للشمس والناس
والكون
الكون بوقار يصلي لخصرها
، جنبا
تمر يا "أيها الراقدون " فوق فوق الرمال
فوق فوق تمر
يا مرارة اليوم والخطو
والحلم إذا ساخ في النور أو النار
، هدبا
يا أنت
ياغلب الأيام والأحلام
، والمدام منهرقا ومنسكبا
يا مرايا السبع بنات
"تتكرشخ "انكسارا انشطارا
، حببا
وتأتي البنات بلورا مبعثرا
يلملم الليل حباته
في مشانقه
، مضطربا
أيتها الغياب المشدود إلى توتر الأعصاب
، عصبا
لك الإسترخاء انتشاء
لك الجهاد عبر إغفاءة العمر في لقيانا
حتى نشكو كالعادة في مخدعنا العياء
، والتعبا
غن غن أيتها المكلومة
يا تجلي الغناء
يا كمونه
يخبو بالمأتلق
، ويأتلق بما خبا
إني انهزمت بهزيمة شدوي
فانصريني بنصر صمتك والغياب
وانصريني بهزيمة ما أقول
ليس يعف من غلبا
،أبدا لا يعفو من غلبا
أبدا
أبدا
أبدا تكسر يا قلبي إيقاعا
، ولملم شتاتك طربا
أن تبكي خارج القفص
تضحك داخله
، عبث لا أستسيغ له سببا
أنا شرعت للريح زنازنك
ما همني أقام العصفور
، أم هربا
ولله يا قلبي ما هو باق
.ولله يا كل الدنيا ما ذهبا
. لله يا كل الدنيا ما ذهبا
نشرت بالملحق الثقافي للعلم في 8 دجنبر 1984
2 تعليق على "تكسر يا قلبي إيقاعا ولملم شتاتك طربا"
-
قطر الندىقال:
أتوه في جمال كلماتكشعرك الرائع يجعلني ازوره بين الحين والحين لامتح من عذوبته.سلمت يمينك. -
قال:
ارتساماتك الطيبة مبعت سعادتي واعتزازي ،الشكر لك ومع أطيب التحيا
كتبهارابح_التيجاني ، في 18 أبريل 2010 الساعة: 17:18 م
المنتهى
رابح التيجاني
الطائر غاص في بحر النفط
سكر بالفيول
حتى الثمالة
وطــار ،
رفرفت طائرة بجناحيها
قبلت وجه النهر
عبت دميعاته
ثم حلقت
تســابق التغريــــد ،
كان الغريب يتملى الغرابة .
فجأة
نطت من بين أضلاعه أنثى
ومن بين أفكاره وحــوش
وتضاءلت الأرض تحت رأسه
حتى أمست في حجم فلس
هوت السماء بنجومها
في عمق النهر
غــــــــابت ،
غ اااااااااااااااااااااااب ت .
واندلع العصف والربيع
طيــور تدمدم
طائرات تغني بريـئة
ووحــوش تتأمل المعنى،
أما الغريب
فكان يتعلم الموت
بين أحضان أنثاه
ليمـــــــوت
وتمـــــــوت
عندما تولد الدنيا.
( نشرت بالبيان الثقافي /26 يناير1989)
كتبهارابح_التيجاني ، في 18 أبريل 2010 الساعة: 18:11 م
عمارة
رابح التيجاني
تدك السلحفاة عبرتجنـزرها تدك
تدك أسفلت القرن اليابس
بحثا عن ربيع العمر
لما يزل قابلا للهضم ،
تدك السلحفاة الاسمنت الأعزل
تضم حطام المدينة العبء
تضم غياب الطبيعة البدء
تحلق بعــــــيدا
تجرب الحلم بالطين
مفرقعات
تمشي على قدمين
تصطاد ، تشوي خبزا
يأتي من الأرض
يأتي إلى الأرض،،
..سلحفاة في مشيتها الوقور
تختزل الأزل الأبد
دكا
دكا
دكا
تدك طريقها غير المعشوشب
بالنار البحرية الممتدة
جزرا إلى الذكريات
الغابــات
يا محبوبـتـي
تدك السلحفاة بيأسها ما تدك
والمسافات ما بيننا اشتياقا تندك
نوويا شعريا
فنتدانى عمارتين
ونتناءى عمارتين
نتخشب في الخلاء الملاء
نتحجر
وحدنا عمارتين
تزعزعهما دقات القلب
والرعب
ينفتح لهما أسفلت الأرض الجوعى
وفم سلحفاة تبحث عن
العشب .
(نشرت بجريدة البلاغ المغربي/11مارس 1982)
حالة خريفية
رابح التيجاني
يمر السقف تباعا
طريقا مضــاعا
يمخر فضاء بلا نهاية ،
آه مولاي
هب لي بعد التيه نفسي
وامنحني فوق عدميتي آية ،
فأما العدم فأدركته
كنته أكــونه
وأما وجودي فلا أدري له غاية ،
يمر السقف تباعا
عربات قطار تتسابق ارتياعا
وتهوي ساكنة ،
بأرض أو سماء ثامنة ،
هي الموت المذعان جاءت هي
الفاتنة الخائنة ،
هي هي ،،،
حي على التلاشي حي ،
وأساكن بين الوقوف والمشي ،
أطيــــر بالوعي خارج الوعي
وأهبط على الوحي ،
واثقا بي أدخل مثواي
أستأجر معي لنجواي
أ . أ . أأتشــــــه
يرحمكم الله وإيــــاي ،
وأستريح تحت قدمي
أبكي ما شاء البكاء علي
لا
أنا كنت أضاحك الموت حتى تأتي !
ضاحكتها أتت ،
ضاحكتها أتت ،
لا
ربما كنت أباكي الحياة حتى تنأى !
باكيتها نأت
بعيــــدا بعيــــدا نأت
مولاي هب لي بعد التيه نفسي
وبعد نفسي
التيه في نفسي
يا مولاي
يمر السقف مرورا أو مرارة
رؤيا تلو الرؤيا
رؤيـــــــــاي
أ . أ . أأتشه
يرحمكم الله وإيــاي ،
وأمزج الفصول في لحظة
ترفرف أهدابها وتعانق الجمرا
تربح الخسرا
تودعه عصر العسر
بمقبرة الريـــــح
يتنامى في التوهم يسرا
ضنكا ضحكا
يدوخ الأزقة هستريا
يختلس من بين هرب اللقيا
وحياد الدنيا
بشــــرى
آية تترى
وتتــــرى
وتقــــــرا
سـرا
وتقرا
جهرا
آيتك أن تتبرعم فقرا
تفــــــــــوح قهرا
تذبل صبرا
ولا تكلم الناس الوحوش إلا شعرا ،
فصه ،
أ
أ
أتشــــــــــــه .
كتبهارابح_التيجاني، في 23 September 2010 23:58 PM———————————————
الشاعر
رابح التيجاني
أعرف من الشجر
الزيتون والرمان
والتين ،
أعرف من السمك
كلب الماء والشابل
والسردين ،
أعرف من الطيور
الباشق والزرزور
وغراب البين ،
أعرف أسماء الورود
ولا أميز بين السوسن
والياسمين ،
أعرف من الناس
الأشباح والمجانين
والشياطين ،
لا أذكر من الكتب
إلا العناوين ،
لا أقرأ الرقم إذا أمسى
ملايين ،
أعرف من الأدوية
الأحمر والأسبرين ،
والبنسلين ،
لم أعاين زلزالا
ولا غضبة براكين ،
أتأوه
وأغني ياليل يا عين ،
أتحدث عن الكون
والغيب
والعالمين ،
ما كدحت بغير قلمي
وقدمي
وأحكي عن تعب العمال
والفلاحين ،
ما زرت السجون إلا للزيارة
وأبكي باسم المساجين
والمناضلين ،
ما ارتفعت في الفضاء لحظة
وأصف سماوات الأنبياء
وسديم أينشتاين
وغاغارين ،
ما جعـت جوع الجائعين ،
ما مت موت الميتين ،
أستهلك النساء حد الإدمان
وتنبض قصائدي بالشكاة
والحنين ،
أضحك من أعماقي
وتتحدر كلماتي تأوها
وأنين ،
أشيخ عذابا
وقصائدي تتصابى ألوانا
همسا ورنين ،
أفك طلاسم الأسئلة
والحيرة والتعجب
ويدوخني اليقين ،
أستثير الوحدان والمعنى
وأحيا حياة العابثين ،
لا أفرح فرح الفرحان
ولا أحزن حزن الحزين ،
أبني ألف بيت في لحظة
ولا أبني لي كوخا أو عشا
أو عرين ،
لا أفهم بعض ما أقول
وأشرح مع الشارحين ،
لا أتزحزح حجرا
وأطاوع التعابير والتلاوين ،
أرسم المستقبل للإنسانية
وأصرف عمري ضائعا
سيد الهائمين ،
أنكتم في المجالس
وإذا خلوت لنفسي
حاربت الطواحين ،
أصرف العمر حالما
وأنبه النائمين ،
أستشير فرويد
وأصدق ابن سيرين ،
لم أنصهر في أتون الإحتراق
وأبحث عن مكان
بمجمع الخالدين ،
لم أصل قمة
وأوزع على الزواحف العكاكيز
والنياشــــــين ،
لا أفكر في غير الخبز
وأعجن الفلسفات والعلوم
والقوانيــــــــن ،
آكلها باردة
وأمسح عرق الجبـــيـن ،
لا أذكر ما كان عشائي
وأروي أزليات السنين ،
أعيش عالة
وأمــــــــوت مدين ،
أشرب الكوكاكولا والويسكي
أدخن المارلبورو
وأساند فلسطين ،
أتودد أتملق الأعيان
وأنحشر بين البسطاء
والطيبين ،
والمساكين ،
أراوغ وألعن اللعين ،
أخاتل أنافق
وأدعو لحبل الله المتين ،
أرجو السلامة
وأثقب السفين ،
أعامل أحبائي بشدة
وأنصح الناس بالمرونة
واللين ،
لم أنصر نفسي
وأراني ناصر المعذبين ،
أخالني عبقري زماني يوما
ويوما تالفا
جعجعة ولا طحين ،
أنادي بالحرية
وأنصب لها حتى في القصيدة
كمين ،
أنشد المساواة والعدل
ولا أثق بالموازين ،
أهتاج إذا استكان الناس
وإذا اهتاجوا أستكين ،
أقدر أسحر بالبساطة
وأساير أصنام الكتابة
والتابعين ،
لا أبارك أندادي
وأقول آمين ،
لم أخترع طائرة إذاعة إبرة
وأقسم بأنها بنات الخيال المبدع
شعر مبين ،
أسمي الطبيعة التناسق الفوضى
روعة الروعة
ويروعني الرعب من الديناصور
والتنين ،
أسبق أول الشجعان
وأول الهاربين ،
لا أشكو الفصام أنا
أنا واحد أنا
وأكثر من تسعة وتسعين ،
لا أستجلي إبداع الدارجة
وأترجم روائع بريفير
وبوشكين ،
لم أذرع من الأرض غير ذراع
وأثرثر حول القارات والبحار
والنـــاس أجمعيـــــــن ،
الأولين والقادمين ،
ما وما
ما وما
وانتظروا قصيدتي
بعد حيـــــــــــــن .
( نثرية نشرت بجريدة العلم /5 نونبر 1985)
2 تعليق على "الشاعر"
-
قال:
لاني اغرمت بهذه القصيدة منذ اليوم الذي نشرت فيه على صفحات جريدة العلم الغراء احتفظت ببعض مقاطعها في ذاكرتي وانا الان في عقدي الخامس اسعد مجددا بقراءتها عبر مدنتك سيدي الرائعة ويشرفني ان تؤثت كذلك مدوني المتواضعة -
قال:
تحياتي لك واعتزازي بارتساماتك الطيبة وكرم تنويهك
ألسنة الكلمة
كتبهارابح_التيجاني ، في 12 يناير 2012 الساعة: 13:58 م
ألسنة الكلمة
رابح التيجاني
يستجديني الأعمى من ينير ليل هذا الأعمى بثمن شمعة في سبيل الله، أف هو اللسان أعمى أيضا ،لا شيء يحيد عنا الجمال حتى القبح ،ورأيت شمطاء تغمز الكحل تصافح الحناء ، رأيت فاتنة يلبسها الدجين الممزق ، رأيت مشردا يضحك من الألم وندابة تزغرد رأيت حتى عميت والأعمى يستجدي ببلاغته ثمن شمعة ،خاطئا يجمع النور ، مازحا أو شاعرا ،خائفا أو شاعرا ، مهموما أو شاعرا ، سكرانا أو شاعرا ،طفلا أو شاعرا ،شاعرا أو مجنونا .
أخطاء الإحتمال أخطاء المآل أخطاء الحال أخطاء الواقع أخطاء الماضي أخطاء الإعراب أخطاء النحو أخطاءالبناء أخطاء الهدم أخطاء التفكير أخطاء التقدير أخطاء التعبير أخطاء التصوير أخطاء القراءة أخطاء الإستماع أخطاء اللغة أخطاء البلاغة أخطاء التركيب أخطاء التجريب أخطاء التجديد أخطاء التقليد أخطاء المعاناة أخطاء المواساة أخطاء المداراة أخطاء المطبعة الأخطاء الأخطاء تزيد كلامكم شاعرية .
فيامن أدركتهم حرفة الشعر وما أدركوها،عانقوا الأخطاء لتكونوا شعراء،شعراء فقط ،وعندما يعمى من يعمى يتعامى من يتعامى فلتكونوا أعمى يحلم بنور شمعة ، يشهر عماه البليغ ويغمد اللسان والسيف في القلب وآه…. ..
أمن يقتض نملة كمن يفتض فيلة ؟وهل كلمة مثل كلمة ؟ هل الكلمة هي الكلمة ؟ قال أمي الكلمة هي الرجل ، قال البقال لكي تكتب الكلمة لا بد أن تشتري القلم أولا مني ، قال طفل كيف لا يفرق بين البر والبحر إلا حرف واحد ،قال الخروف ما أتعسنا لو أنهم يذبحون عند تسمية قصائدهم خرفانا ،قال الفلاح الكلمة كالأرض العطشى تنسى كأس المطر البلوري النقي لو رأت عرقي ، قال عاطل كيف تحابى كلمة بألف عمل ولا تجد أخرى عملا، قال الأبكم كيف يقولون ما شاؤوا ولا أقول كلمة ، قال الأصم أين تذهب الكلمة إذا فارقتني؟
ما قاله صياد : الكلمة أن تكشف للناس
كيف تنزع السمكة سراويلها
بعيدا عن الناس
تتبول في عمق المحيط
على سفائن السندباد
والناس
ما قاله سائق تاكسي : علبة سرعة هي الكلمة
يلجمها أو يرخيها من كان جاهلا
ينتهي مقتولا أو قاتلا
أو يفتح الباب نازلا
ليدفع السيارة في عقبة
ويتمم مساره راجلا
أو يعود قافلا
علبة سرعة هي الكلمة
والواصل من تسامى متنقلا
من النقطة الميتة حتى أقصى درجات الجنون
الكلمة ماذاتعني
إذا كانت تلاقي بين القصيدة وبيني
تأخذ أجرا منها
وأجرا مني
الكلمة سيارة إسعاف
تزعق كالغول
يتأسف المتأسفون على المحمول
والمدام بالداخل تستعجل الوصول
إلى الحمام
الكلمة خبز الشيخ
كلما أتحفوه بالنافع تفحم
وفزت أنا بالشتم
دعوني أفرغ ما بجوفي
شجاعتي وخوفي
ثم أختفي
في معطفي
وأنتفي
أو أتـــــــــــــــــــــــــــــيه
أينك يا طريقا إلى القصيد
بدون كـــــــــــــــــــــلامـ
مارواه العجب
قال
قال البحر أعجب كيف تشربني كلمة
قال الصخر أعجب كيف تفتتني كلمة
قال الوهم أعجب كيف تجسدني كلمة
قال العدم أعجب كيف توجدني كلمة
قال الباطل أعجب كيف تنصرني كلمة
قال الحق أعجب كيف تمسخني كلمة
قال الصدق أعجب كيف تفحمني كلمة
قال وزير كلمتي تكسر الحجر
قال الرسام كيف تلطخني الكلمة صباغة
قال العازف كيف تمددني الكلمة وترا
قال السارق كيف تدينني الكلمة وحدي
قال العبد أعجب كيف تقبل الكلمات اسمي
قال الشجر أعجب كيف أتأنسن بكلمة
قال الإنسان أعجب كيف أتخشب بكلمة
قال الحيوان كيف ينتفخون بكلمة
قال السكران إني أرى ما لا يرىبدون كلمة
قال الصاحي إني لا أرى ولا أجد الكلمة
قال الماضي كيف تمضي كلمة
قال الحاضر كيف تمضي كلمة
قال المستقبل كيف تمضي كلمة
قال عالم نفس كيف تتعقد كلمة
قال عالم الإجتماع كيف تتزوج كلمة
قال الذهب كيف تعوم كلمة
قال الجهل كيف تعلم كلمة
قال مريض بالمعدة كيف تهضم كلمة
قال الثلج كيف تشتعل كلمة
قال مختص في أمراض الأنف كيف تشم كلمة
قال العسكري كيف تحارب كلمة
قال بائع الجرائد كيف تباع الجريدة لكلمة
قال الفقيه كيف تريحني كلمة
قال السفيه كيف تثيرني كلمة
قال السجين أعجب كيف تسجنني كلمة
قال الطليق كيف تحررني كلمة
قال بورجوازي كيف تحلم كلمة
قال بروليتاري كيف لا تتنقب كلمة
قال شيوعي كيف لا تتأمم الكلمة
قال رأسمالي كيف تتضخم كلمة
قال بنيوي كيف لا تغادر الكلمة دارها
قال وجودي كيف أعجب كيف لا أوجد بغير الكلمة
قال عبثي كيف تعبث بي كلمة
قال فوضوي كيف تكون مثلي كلمة
قال الكره كيف يكسبونني بكلمة
قال الود كيف يخسرونني بكلمة
قال العاشق كيف لا أحب بغير الكلمة
قال قال قال
قال المصارع اتركوني
قالت الثيران اتركوني
قال الجمهور إعادة
قال المذيع أرجوكن آنساتي سيداتي كلمة فقط
قال صحفي فليكن العنوان غليظا
قال متفرج أدى ثمن التذكىة خسارة
قال متفرج ما أدى ثمن التذكرة هائل هائل
قال شرطي تشتتوا بهدوء وبدون كلمة
قال الملعب الخواء
عندها قالت الكلمة : أعجب لهم
أعجب لهم ، أعجب لعجبهم
وغابت
بمناسبة الأيام العالمية للشعر والنثر والمرأة والحب والموسيقى والرقص والوردة والفراشة وما شابه
اليوم العالمي للشعر
تحت شعار:
"الشعر والثروة ، المتنبي أو عروة ، نموذجا وقدوةّ"
كالأعشاب البرية
الطفيلية
النابتة بلا موعد ولا دعوة
جاءت كما شاءت
بمحض الشهوة
قصيدة في منتهى البهاء
والهباء
والغباء
والنخوة
اتكأت على زر الجرس
واقتحمت معتكفي عنوة
قالت لك إنهم قالوا لها
ستقام بحينا ندوة
قالت لك قالوا لها
هو اليوم العالمي للشعر
شعاره هذا العام وكل عام:
"الشعر والثروة
المتنبي أو عروة
نموذجا وقدوةّ"
فتحت الباب لها
وأقفلت الستائر والنوافذ
وشرعت أعد لها القهوة
وأرخيت العنان لعيطة العلوة
قالت لك قالوا لها !
ومالي أنا
وما شأني بالمتنبي وعروة
وأي صلة لي بالشعر وبالثروة
مالي أنا
ماادعيت يوما النبوة
ولا أميز بين العري والعرى والعروة
وبيني وبين الإبداع جفوة
وبيني وبين الإبداع جفوة
هي تدعوني للخروج
وأنا أجرجرها أستدرجها
لماذا أدخلتها ؟
تراني ارتكبت هفوة ؟
تراني ارتكبت هفوة ؟
لا
حق لها
حق لها
وواجب علي
واجب ! ، هه
ما إن دخلت حتى انفجرت عبوة
رقصت
ماشاء لها الرقص
لا
شطحت
بلا إيقاع
والشعر تحت قدمها حدوة
وسألتها أن تشنف روحي بغواياتها
أروع الشعر كان وسيبقى
من وعن ولأجل نون النسوة
شاء من شاء
عن طيب خاطر
وان اقتضى الحال بالقوة
عاشت نون النسوة
أيتها القصيدة كيف أتيت
سألتها
أما خشيت من النقاد في الشوارع
يا حلوة
قالت يا حبيبي القصائد منها المتماسكة
الصلبة الصعبة العصية
ومنها المعلولة المسهولة الرخوة
شربت كأسها
نسيت يومها العالمي وأمسها
وعانقت عصفورتي الشدو
أما قلبي أنا فأنكر نبضه وشدوه
اعتاد لطول الصمت سهوه
واستطاب تسكعه ولهوه
يالي من الشعر! الشعر
أسألك اللهم عفوك وعفوه
من يكون هذا الشاعر
أعلى رأسه خودة أم ريشة أم فروة
هو كائن إذا هاج
أنتج الزبد والرغوة
ما إن يدرك الشاعر منا شأوه
حتى يتطاوس عنجهية ونشوة
لحظة وتتجمد ركبتاه
ويعتاد الكبوة
ينسى مساره وعدوه
ولا يخطو أبدا خطوة
إلا إلى المهرجانات السفريات
وموائد وفوائد
وهدايا وعطايا
ورشوة
يكاد يجن لو أنجبت المعاجم صنوه
أو استطاع كائن من كان تركيب جملة حلوة
إنما الشعراء إخوة
مهما طالت حروبهم وعداواتهم إخوة
كل الشعراء
كانوا في السماء
أو في السفح
والهوة
مساكين لا حول لهم ولا قوة
ويفتون في الروح والقيامة والسياسة
في الغيب والحب والموت والحياة
وما يجمع أو يفرق بين الربا والرباط
والربو والربوة
الشعر!
أسألك اللهم عفوك وعفوه
أشفقت زائرتي علي
لماذا ياحبيبي كل هذه القسوة؟
أسعدتني برحمتها
فتمرغت ممنونا في عطفها ورقتها
هتفت من صميم القلب
عاشت عاشت نون النسوة
المجد لها ولتاء التأنيث
والموت لكل الحروف
واللقوة لمن قاربها اللقوة *
أنت الشعر يا قصيدتي
ولو لم تنبسي ببنت شفة
في محفل
أو في خلوة
قالت لي و لك قالوا لها الثروة
لا شعر يا شاعرتي
ولا ثروة
طريق مسدودة
ابتلاء
خواء
نزوة
لايلتقي الشعر أبدا والثروة
وإذا ماالتقيا
فاكسري خاطرهما أضلعهما
أو فاحذفيهما
معا
وباركي مبدع النحو ونحوه
لا شعر ولا ثروة
كل ما هناك
متى ما ركب الفرسان جيادهم
أتى الشاعر يجر حماره
وامتطى بقفزة في الهباء الصهوة
وصفق تشجيعا له
ثم انحنى تقديسا للجواري
واستدار مزهوا يمينا وشمالا
مد كفيه متوجا زهوه
زه وأعطاه كيسا
زه وسقاه كأسا
زه ولا زال المتنبي يسعى لاهثا
ويواصل حبوه
ما رصيده في البنك منذ زمانه إلى الآن؟
وما جدوى الفخر بالخيل والفروسية
والفتوة
وماذا تبقى للصعلوك النبيل
ما يحصده ليلا
يذروه مع الريح في الغدوة
الشعر!
أسألك اللهم عفوك وعفوه
هل من مترصد متربص
يشرح بخبرة اللص
تمظهرات النص
ويضبط بدقة " شميشة " مقادير الحشوة
لكل سعيه وصفاه والمروة
هذا يكتب نائما
حالما عائما
وهذا يكتب دائخا
وذاك تكتبه القصيدة
وذياك تنكتب له طوعا وتوقظه هامسة ها أنذا
وإن لكل شاعر طقوسه وجوه
تراه إذا ولج خاطرة
لا يخرج منها أبدا
أو يخرج متعجرفا ممتشقا كل غروره
كالعائد من غزوة
وانتهى انتهى اليوم
بقراءاته
وعضلاته
ولقاء ووداع النخبة والصفوة
لا بأس لابأس
في الشعر شيء من الحلم والوهم
شيء من الهرب والكذب
وللشعر كيفما كان
ولو ما كان
سلطة وسطوة
على الأقل
هو لك في محبسك كوة
وفي ضيقك فجوة
هو لك في محبسك كوة
وفي ضيقك فجوة
إيه
وتناقلت جهات الدنيا توصيات الندوة
لنا الهناء والسلام الدائم
حتى اليوم العالمي القادم
في غياب الشعر
وسراب الثروة
فأما الشعر فليمت إن شاء
وأما الشعراء
ولو بدون شعر
فليتكاثروا
ولو افتقروا
فلهم الذروة
مارس2014
*اللقوة دارجة فصيحة وهي داء يصيب الوجه يعوج منه الشدق إلى أحد جانبي العنق
دوامة الريح
رابح التيجاني
- تنز الكلمة
تطير
تبني لها عشا فوق رأسي
سمائي الكلمة
مدفني الكلمة
الكلمة شمسي
غلالة شمسي
منتزهي حبسي
فضيلتي رجسي
هي السبيل و السرير و الكرسي
هي غدي هي أمسي
أحرفها مبعثرة على الشفاه
الآه تتلوها الآه تتلوها الآه
كالموج تحتدم
تلتطم
تتبرعم
تلتئم
تنبهم
تنعدم
هي فرحي هي بؤسي
تنز الكلمة
والريح الريح دوامة
وأنا في مدارها كالسفينة الغرقى علامة
أيتها الكلمة صنعت لك قفصا ووهبتك نفسي
ولست تحلمين بغير الريح
اخرجي اخرجي
وهنيئا لك رداءة أحوال الطقس
الريح معزوفة مأتمي وعرسي
مراياي حنجرتي
فماذا عساي أكون
وماذا عساي أقول
غير الريح
أنا الكلمة
أنا الريح
تخومها تيه مناداتي
مفاوز همسي
تخومها رعشة الإنتشاء وغصة يأسي
آه وآه
بلغت الكلمة السهام التراقي
وتكسر كأسي
تكسر كأسي
ذرته الريح
والريح أوراقي أكتافي
سيزيف منسي
سيزيف متهالك منسي
والكلمة الصخرة لعنتكم جميعا
لعنتكم جميعا
الكتابة بالطباشير الملون
رابح التيجاني
* هذه المقاطع من مشروع مطولة كنت بدأت كتابتها منذ سنوات عن رسام مجهول ، هذا الغريب الظاهرة الذي كان همه اليومي بساحة الهديم بمدينة مكناس الكتابة والرسم بتوترعلى الإسفلت وتأمل ما كتب بجدية والتحديق في الناس المشدوهين بكبرياء ثم الانصراف بلا مبالاة للكتابة والرسم في بقعة أخرى .
* يتمدد الجير أو الفحم منسحقا
شيئا بلا مبنى
بلا معنى
خروج عقل عن العقل
إلى ساحة الهديم
حموضة البطن
أو عمش العيون
سيرة أتلفت فصولها
تراكمات رصيد الفقر
الحرب الثانية
المقيمون
شيخ الزاوية اللاهج بأفضال العجم
والعابرون .
* صفاته ككل الصفات
إلا أنه
يسقط سريعا
وينهض سريعا .
* نكرة يقول عنه الناس
لا أحد يعلم جذوره
نباتا طفيليا ينادم مصيره
ينتصب بين غابات العربات
متوترا
مخنزرا
ضابطا
يسرق الرؤيا من الزحام
ولباسها من الفراغ
أو تسرقه الرؤيا
من الزحام والفراغ
لباسا لها
فيتضاءل
يتضاءل
يسقط منكفئا على الأرض
مكبا على روحه المخطوفة
حزمة أعصاب خلف الطبشور
يرسم أحرفا لاتينية مرصوفة
مسمارية مندوفة
صلبانا معقـــوفة
طيورا منتــــوفة
خطوطا تتصافح
خطوطا تتصافع
أجسادا تنقصها القلوب فقط .
* أسفلت الهديم ملكوته
سبورة لايحتكرها سواه
تمحوها السيارات كل لحظة
والأقدام
والحوافر
ويكتب
ويكتب
منشغلا
منشغلا حتى عن انشغال الناس به
انشغال الناس عنه
يتأمل لحظة أو لحظتين معرضه
يقفز عبر زوايا السبــــــورة
يطأ صورة
ويضحك لصــــــــــورة
يختار مكانا يجثو فيه
مكبا على روحه المسحورة
ينتزعها حروفا
خطوطا
وأشياء أخرى غير منظورة.
* لأن الإسفلت أسود
كانت له الألوان جميعا
غير لون الموت
يخط ما لا يحتمل الكبت
ويقول في صمت
أجمل ما أكتب وما كتبت
أكتبه بالفحم على الزفت .
* تعملقت بيننا المسافات وانهارت كل حروف النداء ، سقط المنادي والمنادى عليه واستحال التواصل ، تعطلت قوانين الجاذبية فتوقف الدمع بين العين والأرض قطرات بلورية بلهاء والقلب اعتكف في منفى عنكبوتي النسيج ، تباعدت الأبعاد يا معبودتي وأمست كل الطرق إليك متاهات بلا خطوط رجعة ، الضياع التشتت فيها قدر، أنت هناك ، حدثوني عنك ، حدثوني بأن غريبا أسقطك في وهم عينيه يسقيك ويشرب ويحفر لذاكرتك قبرا في كل محطة ، يسقيك ويشرب ، حتى هبت ذات يوم ريح يابسة الوجه وعمت المدينة غصة لارشفة فيها ،فأتاك ،وقبلك وأعتقك باسم الجوع والعطش والريح وشد الرحال ، فولولت أنت ،وشهقت أنت ، وسقطت أنت ، وظلي القابع في أعماقك محاصر يرى المتكلم والمخاطب ، ويسمع من يقول بأن الغائب حاضر والحاضر شارد ،، وحاولت أن أخرج للشمس فاشتعلت الحرائق واجتاح الدخان البصر فاختفيت وانعدم ظلي ،وها أنا وحدي الآن ، وحدي بعيدا عن بواباتك يا مدينة مسبية تركل أبوابها أقدام كل الغزاة . أنت الآن ما شئت أن تكوني أو ما شاءه لك الآخرون ، برصيد عيوبك المتراكمة ، يوما عن يوم ، لا مزية لك إلا أنك ضحية .
* وراء كل مجنـــــون امرأة
أو وطن
وأطفال يرجمونه بالحجارة .
ظمأ
رابح التيجاني
نرتشف بعضنا مرارة
نتماهى حرارة
نشتعل أنجما
نتبخر دما
نتفتت حجارة
نتعالى منارة
تطاول حلما
عدما
رنات
نقرات
نغمات بوجدان قيثارة
طوتها المويجات ألما
شرارة
نلتئم ضما
نحتدم قضما
نكون حقيقة ووهما
نتقابل
نتثاقل
نتفاغل
نتقاتل
قبلا
جدلا
أملا
نشرب
نعب
ننهل نحتسي بعضنا
نصادق
نعانق
نرافق
نفارق سماءنا وأرضنا
نقطر
نقطر
ننبثق
ننطلق
نتدفق ننهرق شلالا
إسمه : ألظمأ
هي
رابح التيجاني
ملتهبة كالشمس
متقلبة كالطقس
مغرية كالكأس
أمارة كالنفس
مستفزة كالهمس
مستسلمة كاليأس
عنيدة كالبأس
مربكة كالدرس
مدغدغة كاللمس
مباغتة كالعطس
مستشفة كالحدس
مستبدة كالجنس
جنية كالإنس
هدافة كالقوس
حاسمة كالفأس
منفتحة كالرمس
موصدة كالحبس
مقبلة كالعرس
معشوقة كالفلس
مفرحة كالأنس
موجعة كالضرس
معانقة كالغطس
غامضة كاللبس
مستعجلة كالأمس
هي ليلى في انتظار قيس
هي البشرى فأين النحس
لا يتأخر أبدا . النمس
لكنه بقدرالإنصياع،صلد الرأس
مغرم بالعكس
- فاتنة الرولاكس
..
رابح التيجاني
1)
لا ترجع الشباك لصديقها أبدا
أو ترجع مثقلة بالنساء
فر الرجال للحصاد المتوقع الغائب أبدا
والحانات
ينادمون السنابل بخمر رديئة
علها تتبرعم حنطة
أوراق بنكنوت
والنساء النساء
يدخلن الشباك طوعا
فالماء مالح
وقر البحر جارح
والرجال فروا
للحصاد المتوقع الغائب أبدا
والحانات
يعجنون الحنطة بخمر رديئة
ويرقصون بين اللهب سنابل
تنهار معاول
تقاتل العطش الصخري وتقاتل
2)
تكنس فاتنة الرولاكس الكونطوار بالأغاني
( آش داني )
(بقا عايز تنساني )
(اللي يقاسي العذاب ما تفيدو لمعاني )
تفتح الثلاجة
تفتح القناني
تقارع المرابطين واحدا واحدا
تتناساني
أتشجر في مكاني
( بحياتك يا ولدي امرأة عيناها )
ميكا
تسمع المغني تسمعني وتراني
(آه يا ( ملا الكاسات وسقاني
وتسترخي الفاتنة وتقول قال لها
ياالموشومة بنعاس الجفون الكواحل
أما تعبت من سكب القلب جداول
أما تعبت من رص الأقداح قوافل
، من فتح القناني والمسالك والمداخل
وتسترخي وتقول قالت له
رحم الله من قائل
لا تحرك في حنايانا الهموم والمشاكل
آه خرج البواسل
خرج التنابل
وهات يا أنت البدائل
اشرب وحلل وناقش معي المسائل
وتسترخي فاتنة الرولاكس
وتمزج أبجديتها بما تيسر من التوابل
تغمز المرايا
تبتسم للمدى
تتعب الفئران يا حبيبي
فاشرب إذا استطعت إليه سبيلا
وإن لم تستطع حاول
لا تيأس أبدا حاول
تتعب الفئران يا حبيبي
لم يشرب
ولم يحاول
سأل الفاتنة كيف ومن أين وهل يذهب
استرخى أمامها
تهاوى سقط تلاشى أمامها
أمام المرابطين أمامها
، نادى متهجيا على النادل
قدني أخرجني حتى أنساني
إنها تتحداني
، إنها تتحدانا بالكامل
واك واك
. ظهر الحق وزهق الباطل
وتسكت فاتنة الرولاكس ولا تقول
تنطفئ الأنوار
ينسحب الأشباح تباعا
.مخمورين بالترنح والإسترخاء والذهول
أريج
رابح التيجاني
رابح التيجاني
شذاك يا زهرتي
عندما تسافرين
أحلى وأجمل
،
،
قصيدة استلقت متعبة
ونامت على حد منجل
،
،
كلما برتها سنان الريح
أفاقت
داعبت مازحة خيال الوهم
أصغت بكل كيانها للصمت
وترقرقت
أريجا وعطورا
عبيرا وبخورا
تناسلت كالغيث
ملأت مدى البيت
أفاقت
مبهورة مذعورة مخمورة
تلبس حالات الغرابة
أو مسرورة
تناغي موال ربابة
تفر ناجية من الموت
وتعتلي بكل قواها صهوة الصوت
تهيم تنادي عبر الفضاءات
مع النجوم المتغامزة
الغيوم المتعانقة
الشموس المبتسمة
يوم مضى
وعمر أقبل
فلا تسأل
ولا تسأل
وكن وردة حيثما كنت
في البستان في الوجدان
في البحور في القبور
في
المزهريات في الطرقات
المزهريات في الطرقات
في الهجير
تغشى المتاهات
تتحدى الأعاصير
بطيب العبير
كن قويا بتوهجك لا تفشل
ولو كنت مفردا أعزل
واشرب المسافات بعينيك
ولو كنت أعمى
ولو أعياك المسير
ستصل حتما
إنما الدنيا تابوت
وهذا العشق في حنايانا محمل
فلا تخش أن تموت
إنك بكل ثانية تقتل
فاجعل فناءك المسترسل
أفضل وأسهل
وانتشر يا شذى القصيدة أريجا متهاديا
ما أنعشك متساميا متعاليا
متفانيا متلاشيا
ما أبهاك في هواك متماديا
.. وما أجمل
-
صناعة ثقيلة
رابح التيجاني
لو يسعفني هذا الجسد
يا ساحرة
ضمت التميمة
عانقتها حسدا ضد الحسد
لو يسعفني الجسد
فلا أموت
لا
أموت من أجلك أبدا
لا أموت إلى الأبد
لو
وندخل في الإحتمال والإمكان والتحقق
حتى نذهب جفاء كالزبد
نشرئب أعصابا نشوة ونكد
ياللماضي الذي بمضي قبل أن نمضي
وياللماضي الذي يأتي غدا
وبعد غد
وأدق في الأرض الوتد
هنا نسكن متى التيه أعيانا
تلتقي لقيانا
تحفها العواصف والعواطف نيرانا
نحترق ولا نفترق
نختنق ولا نفترق
ونموت أحيانا
تنقفل دنياك على الغابات والأسد
الدخول الآن كالخروج ممنوع
وافرحتاهفي عصر الصناعات الثقيلة
والأزمات والطاقات البديلة
والجوع
أثقلنا على الحياة بولد
أثقلنا على الموت بولد
-
مدى.. رابح التيجاني
بحجم قبضة يد
وشساعة سد
ونبضة مـد
وومضة شهد
وغمضة سعد
يسرعة فهد
وغضبة رعد
ورقة ورد
ودنيا لايحدها حد
ملأى بها
بمفردها
وبالناس من بعدها
و بهمسة وعد
ليس بعده بعد
وما منه بد
رجع صدى رد
حل عقد
دنيا الضخ بأقصى جهد
النزف بلا قيد
من وقفة العدم والند
من نقطة الصفر إلى الضد
بشموخ نهد
وابتهال عبد
وإقبال وصد
وموت بالبرد
وموت بالصهد
واغتراب ووجد
في اللقيا وفي الفقد
في القرب كما في البعد
فيض اشتهاء وزهد
في التبرعم والوأد
مدى بمبسم وغمزة وخد
وبألف وجهة وقصد
بأبهى سمت وأقوم قد
مترعا بكل فنون القنص والصيد
تحالفت في أمكر حشد
كالحلم العمد
كالعشق الصلد
دنيا لا يحدها حد
ليتمرغ القلب الفرد
في سراب الجذب والشد
من المهد
إلى اللحد
استدراك
رابح التيجاني
1)
ستشغل من أهملوك
ستشغلهم كثيرا ،
وستغدو كما تهوى
شهيرا ،
وسيجري المال بين يديك
وفيـــــــــــــــــرا ،
وسيسمع صوتك الصم
جهيـــــــــــــــرا ،
ستدرك ما تدرك
إنما
عش كما أنت
صغيرا ،
يكبر الإنسان
حتى يكبر
لكنه
أبدا لا يكون كبيرا ،
تسمو به المعاني
وتتكلس ترابا
حقيرا ،
يغتني
حتى يغتني
ويظل فقيـــرا ،
للحياة
للموت
والمعنى ..
2)
وتجتر أناشيد الطفولة
رعونة الصبا
الجنــــــــــون
وتطفئ بالحلم السعيرا :
"ربما صرت وزيرا
أو صحافيا قديرا"
قالها المعلم
حزيـنا كسيـــــرا ،
لا زال معلمك معلما
ومديره مديرا ،
وتضحك
ربما ربما
إنما إنما
هم علموك
أنك ستظل حتما صغيرا ،
إن تحملق أبعد من أنفك
يرتد إليك الطرف
حسيرا ،
لن تكون
لن تكون أبدا
في يوم
كبيــــــــــــــــــــرا ،
جئت فقيرا
وستعود فقيـــــرا ،
خلقت ضعيفا
وتنقاد للقبر
في خرقة
أسيرا ،
جيـــــــفة حقيرا .
سيان أن تحيا بينهم
أو تفنى
الحياة والموت عندهم
والمعنى
أن تريحهم
وتعنـى
بسوف
وقد
وربما،
إنما
إنما ..
( نشرت بمجلة سؤال ، يونيو 1984)
خواطر مبللة
رمسيس
رابح التيجاني
لم يتعب
ظل يغتسل ويشرب
منتصبا كان طلعت حرب
كما تركوه في المدار باق
لم يهرب
فما فراري من رصيف إلى رصيف
والمطر بإنزاله العنيف
يعصف
يعزف
ينقر نقرا هستيريا
لحنا مدمدما قويا
تتتعانق الشبابيك الأبواب
تنغلق على بعضها البعض ترتجف
وأنا أرنو إلى سقيفة
كيف التجائي إلى حماها
أأعدو تحت وابل المطر
أم أقف
كان التمثال في المدار منتشيا
بكامل ملابسه الصخرية عاريا
يغتسل
يستقبل الشلال
مستسلما مبتسما راضيا
لم يهرب
ولم يتعب
يستمتع بهبوب المطر ، في مكانه
كيف أعدو أتقي الزخات
ومكرم وزغلول ورياض وكل إخوانه
بشتى المدارات والملتقيات
لحظتها في أبهى حالات الإنتشاء
مقامات البهاء
دون ريب أوغلوا حلما في السماء
عبرت الشارع أراوغ السيارات
تمرق كالزئبق
أأعدو وأجري ؟
أسابق الماء الداكن يجري
كان المسار للميدان يغري
والمطر العنيف يزداد عنفا
والناس يحاولون الإختباء يزدادون لطفا
يتقاسمون الإبتسام
والسلام
وقليلا من الكلام
وطفل في ذروة الغرق
يتصبب بالمطر والعرق
وأمه جذلى تجذبه ليتقي
ما يتقي
تحت السقيفة
يحدقون في السبيل
والسلسبيل
على امتداد شارع قصر النيل
أأقف أم أجري
أهم وأنكص ، عطل المطر فكري
أندفع أنكمش ، حرت في أمري
ويغريني صمود التماثيل
كلها في ذات اللحظة دون جدال
منغمرة في الإغتسال
راسخة دون أدنى حراك أو انفعال
لا تنحني لا تميل
فكيف أظل مختبئا
متقوقعا ومنكفئا
أرنو للمكتبة للنقابة للواجهات
أنخرط في الممشى إلى الميدان
هوذا الميدان
والسيارات ألوان
دخان
سميراميس قصر النيل جامعة العرب المحلات
والكوبري والنيل
يقف القلب بالكشك مبللا بالأشواق
يطلب أرقاما وأنغاما وآفاق
تسكن الوجدان والأحداق
مع كل تحية
بسمة جذلى ووردة ندية
حيثما يممت شذى الشعور الطيب
للمغرب
المغرب ؟
أجدع ناس
أحسن ناس
يا للحب
والطيبوبة في النفوس والأنفاس
تسري
هدأ الهبوب لن أجري
أرتسم وراء زجاج أمتع نظري
وأمامي الكشري
شهيا بلهيبه الحراق
أتذوق والقلب يقاسمني مذاقه
يسافر بي في أمداء حضارة في منتهى العراقة
رابح التيجاني
شارع قصر النيل /القاهرة
أواخر يناير 2008
تغريـبة
رابح التيجاني
1 - أشرب خمرا بجمجمتي
عربيدا ما تدحرجت بين براميل المدام برميلا
إلا ومجدت باخوس ،
نثرت القرابـين له
بلور الكؤوس ،
هشمت الخمرة شلالا على الرؤوس ،
ولملمت عروبة الشتات
في بسمة ،
كنست خارطة العذاب
بنغمة ،
وأجريت قلبي في مداره
حول نفسي والنفوس ،
حول الكرتين الأرضيتين
والشمــوس ،
مغتربا
أوغل كالصلاة في عتمة
سجد للسفح توجع للقمة
يسأل إلى الأبد عن أمـة
آه يا أمتي
عفوا يا أميمتي
معذرة يا أمما أمما أمم ،
جوقة تنكسر تناغماتها ألم ،
تحتد أوتار وجدانها
وترتخي سأم ،
تتـنامى عدم ،
تنطفي دندناتها في كاستي نجمة ،
تحترق لغتها في حنجرتي وشمة ،
فأكتب بالدخان لإيزابيل عنواني ،
أبعثر في فضاء عينيها أسماء وطني
إسم أوطاني ،
تضحك الأندلس في ضحكتها
وتغرق في وجداني ،
عربي وتمضي
وأنتـعل قلبي وأمضي ،
لا أعلم من الأرض مكاني ،
أستل الأمس من غمده
أفصل عني جمجمتي
نيرانا أغرف بها نيراني ،
وأساقي أمتي
أميمتي
الأمم الأمم الأمم .
مدريد ../9/1979
2 – أنطلق سهما وأصلي
عربيدا
عاشقا رماني قوس الشعر مشتعلا
وما دحرت فينوس ،
كانت الحرب بيننا عبثا
والسلام سلما ضروس ،
آه ياامرأة أتلفت فرويد برشفة
تستبقي ماركس بغمزة
وتقهقه لي
للمائدة
للزمن العبوس ،
والفلوس الفلوس ،
آه ياناري
يا نار العرب والغجر والمجوس ،
عشتروت ببابل معلقة
شهرزاد بكماء تسأل عني
ليلى بعكاظ العبور
خصموها مكوس ،
خذيني ياامرأة هي جاريتي
أرتضيها سيدتي
ما حيلتي
وللعبادة طقوس ؟؟؟
باريس ../9/1979
3 – أفقد الذاكرة ولا أتخيل
عربيدا
عاشقا
مغنيا ما استمطرت النغم من قيثارة
إلا وكنت أوروفيوس ،
عجنت الأوتار خبزا للطبقات السفلى
وحبلا للأمل اليؤوس ،
يا طواحين الروح الريح العادلة دوري
دوري كؤوس ،
مريام وأنت تشربين وحدك الويسكي ،
والأمس رباط
في حنجرتي عطشا يبكي ،
مريام أتيتك أرد الزيارة
مرارة الحضارة يا عصارة
مغنيا وكورالي الطبقات السفلى
موالي بلدان الذاكرة الثكلى
آه يا سكة الحديد
آه يا قلب وجهها البعيد
وخمارة الجادة تسقيني وتسقيني
تشكرني وترميني
مغنيا مغنيا
آه ، أف يابا ، وياليلي ويا عيني
وأقفلت عليك أضلاعي وجفوني
رأيت أجدادي ليومك أما
رأيتك أبي
وشدوت في حضرتك طفلا
أندف على شراييني ،
أكبر في الأغنية صمتا
أشيخ في الصمت موتا
أتحنط في الموت خلدا
في "الخولد" إذ ينقر على الأرض
رنة ،
أنكتم استجداء قيثارة بباب الجنة ،
وأمضي
كالمستقبل والحاضر والماضي
أتدحرج عبر الدرج إيقاعا
ليس يبلغ الطبقات السفلى
تهرشه الوحوش وآلهة الجحيم
تشربه مركبات الزمن العجلى ،
آه يا مقامات الصهيل المبحوحة
يا مناحاتي
أعيديني للأرض
شلال دندنات جذلى ،
أعيديني
ألغم المسافة بين مخيلة مريام
وذاكرة ليلى ،
بعثريني عبر بلداني
سمفونية واحدة
تهذي شاهدة
بأني ابتدأت أو انتهيت
طربا .
أمستردام ../9/1979
(نشرت بمجلة السفير المكناسي ومجلة أوراق)
اشتعال
.. رابح التيجاني
.. رابح التيجاني
أبدا ما ابتل الدمع الحجري ولا ارتوى
ما افتر وجدانه عن الكتم البوح وهوى
ذوى
في متاهات متاهاتك مطرا
مطرا ذوى
منكسرا على حد الكآبة والجوى
وإنها
حرارة فوق حرارة الحياة والموت
حرارة الخمرة والصمت
أمست شلال الدموع الذي لا ينجذب أبدا
أبدا ما ابتل الدمع
ولكن شرب على نخبك الظمأ
أيتها القصية العصية
واستحم مشتعلا بكاسته الأخيرة
بحيرة عذاب يا معذبتي
تجلو مرارة الشارب والمشروب
بحيرة عذاب يا معذبتي
تمتد خط رجعة
خلف أمام المتهالك المغلوب
تعيد للمحارب المسلوب
للكاتب المكتوب
للمحب المحبوب
ما أفظع الخسارة
والنهار سارق نهاره
لا دليل غير دقات كعب صباح الأحد
وصيبة كالثلج يتماهى بياضها مع المدى
نسمة بلا لون وهمسة بلا صدى
كأنها الموت سددت نظرة ومدت يدا
جزت أعناق السكارى بلجين نور على محياها بد
وفجأة فجأة تبددا
لم تلتفت لأحد
لم تشاهد فلبا يرقص خارج الجسد
يطلب من الساقية المدد
قناني بلا عدد
لم ترني أوقظ حلما على رصيف ذاكرتي رقد
و قيثارة المغني تنفطر نغما متمردا
تتبعثر شعرا متشردا
تلاشى بين القهقهات سدى
لجاك بريل وجاك بريفير
وجاك البرد محتشدا
من كل فج متعددا متجددا
قارسا متجمدا
أخفى الدفء في الثنايا والزوايا متعمدا
لم تر الكأس بشعيرها المعصور ذهبا وزبدا
تقاتل معي
تغزو مواقع أدمعي
تجفف الحزن وتفرشه قدامي
تحبس النزيف تفرج عن أيامي
أويقاتي المسبوقة بالآه
المتبوعة بالآه
رابضة عبر المسالك مسالك
إشراقة بسمة في ليل حالك
لم تلتفت لأحد
والمدينة السكرى تترنح بكائناتها وما من سند
حتى إذا ما توهج الأرواح في مواقد الحي اللاتيني
خمد
هوت ومرت قوافل العميان
بسان ميشيل وسان جيرمان
لم يلتفت إليها أحد
أبدا تبكي الشلالات تبكي إلى الأبد
أبدا ما ارتوى الدمع وما سكر
ولكنه ابتل بدمعه
ليس إلا
وأينع قطرات ندى
على محيا القمر
واختصر طريق الآلام معبدا
متاهات في حدود مرمى النظر
وانتصر
أواه انتصر حزنا
انتصر غبنا
ما أتعس البشر
برج ايفيل
رابح التيجاني
الحي اللاتيني /باريس
شانطالا
رابح التيجاني
وهي تكرع من القنينة في العراء لاشيء يوقفها إلا ترديد تساؤلها الاختياري بين الدنيا والفرنك، تجمعهما ابتداء من الفرنك وتكرع لاشيء يوقفها إلا غصة تأتي إذا سقط من فم الأغراب سهوا إسم الوطن .
1- همسها المسكون شلالا طفولي السقوط والبكاء فوق أعتاب الليالي يا ليالي همسها ماذا يريد والكرى وشم تهادى في الطريق فارسا مشدودة أعصابه للمشنقة تنسج خبزا ومئزرا للمعشوقة المهتوكة الحصن بوجدان العرب العرب . يسترد الحلم من إطراقة الزيتون وتغريبة الحمام والقتال القتال القتال يعتلي وجه صبية بلا هوية تلتاع فوق كل أرض وتغوص كالجثت ، واوطني ، واوطناه والكوابيس نبوءة ورؤيا ،،، همسها خمر وشانطالا بقلبي تكرع عصارة الدنيا وترنو من خلال نافذة ترقب الناس وترميهم بشعري . لا أحد يلتفت . لا أحد يغضب . وهمسها يأتي كما تأتي الليالي يا ليالي والاعصار يبعثر النغم صدقات تثقب السقف وتستلقي مطرا ، بين عيدان الحصير وخيال جمجمة مهترئة يلعب بها لهيب الشمعة رسما على القصدير والطين ، تنزع عنها شانطالا القميص وتخاصر شبحا يسكنني والقتال القتال ، سقطت فوق السرير وجيوبي بين يديها حسابا عائما ، واوطني ، آلو نعم . آلو نعم . ماذا تريد وهمسها يأتي كما تأتي الليالي هاتف يخترق الصمت صمت الحنايا لايقول ويقول ، همسها ظل بدرب الشمس والنار يسير ويساير عبر أسلاك العصب الرسغ الشرايين الأدمع الكأس المراق من سماء مقلتيها ، يغتسل ويغسل حزن المتاهات الشوارع التي لا تنتهي . إني انتهيت يا شانطالا فهات جرعة أخرى وأخرى . فاعلاتن .
2- هدني رفع الطريق فوق رأسي كبدا تنهش منه الطير والغربان والعين إذا انتفخت بالسراب والتمني ، هدني ثقل التمني أحمله راغبا وكارها وأبدا لايحملني . آه شانطالا وصلت ساحة الأغراب يغشاها المغني حاضنا قيثارة ممدودة أوتارها كالبعد بينك وبيني تتهجى اسم باريس لباريس وأنت رابضة كالهموم قطعة ثلج على البوابة تفنى ذوبانا غليانا تتبخر نهرا ليس يبقى منه غير الضحك وهيكل المجرى ومحاجر دمع يابس العود يموت عطشا واشتهاء . فاعلاتن .
3- ينسى القطار قضبانه ينكر المترو فئرانه ترتد المحطات والنوق نوقي مرخية العقالات يا شانطالا ، تلوذ بالوهم أوتادا عمادا للخيمة وإني طاعن في عمق الرمال ريحا رياحا طاعن في الأرض زلزالا زلازل تغضب وتنأى تشد الرحال شدا تختصر الأبعاد وتلقي المرساة فوق شاهدي قبرين لغريبين عن الروح والبلاد ، أواه يا شانطالا وأواه . كانت هنا بالأرض محطة ، على امتداد القلب محطة ، واليوم آه منه القلب آه نبا محراثا تقيئه المزارع حفنة صدإ وسأم ، إني مسافر بفارس يسكن جثماني ، أطير طيرا والقلب حانة تسقيني دمي محموما وتبكي . تبكي علي . وشم سنابك خيل تعلو وجه التضاريس نغمة شوق خلف المتاريس يحجبها كهان وبوليس وطفلة جذلى تعرفني إذ أعصر لها الشرف من نهود تاييس تشربه وتفتح لي أبواب القتال ،نحيا نموت ، ندخل باريس عبر قوس النصر ونبكي طويــــــــــــــلا من أجلنا من أجل العرب والتيــــــــــــــه ، أواه وأواه أهذه يا باريس باريس ؟ إني مسافر بفارس أعياه الطواف الغربة التشتت في أصقاع القفار نعش الصقيع بحثا عن الثلج والقفار ، وخيمة تختال على كف الريح تيها تمتحف اسم فاتنتي ، واوطني يا همس الزمن وهمسها يأتي كالليالي آلو نعم ، إني من مكان يحترق أجيب وإن أرواح شانطالا معي تجلو لي مرايا الذكريات إذ أقبضها .آلو وطني آلو نعم آلو انقطع زحف الكلمات بيننا آه إنني آت قبل أن يرتد إليك همس الصدى في حلق المتاهة آت وحيدا كما ذهبت وحيدا آت و آت .مستفعلاتن
4- صارحيني باسمك العربي وسأكتب لعذاب عيونك العربي من بلادي العربية … قصيدة .
5- وداعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا.
أكتوبر 1978/الحي اللاتيني باريس
باب ما جاء في تهييج السماء .. رابح التيجاني
- اليـوم الأول قبل العصر .الحجري*
تسخر من الشمس حتى تغضبها
فلا تعود
تشتري جلبابا من خنيـفـرة
تـلبسه حتى يستـنـزفك الصهد عود
تـثـقـب السماء
فإذا صارت غربا لا
إجمع حولك أطفا لا
وقـــــــــــــــــــــــل
" واهيا مول الما "
اليوم الثاني أوان المغرب .الزئبقي**
تضع البحر فوق مـجمر
تـلقمه كل دقيقة قطعة سـكر
وتأمله يتبخـر
جندل خرطوش تبغ وأكثر
حتى إذا ظللتك سحابة
دع الشوافة تلبس الـميني
تـجد الـريح ما تدفـع ما تعـري
فتأتي تجري
در بالبخور على الأرصـا د حلقة
تـصدق على أعوانه بـصدقة
قصعة كسكس ناشف
وإياك أن تـهرق مـرقه
فيغضب الـمطر
"و" هاكيــــلي هـاكاوا
اليوم الثالث قبل الفجر .الهلامي
تـوقظ السلحفاة السـا درة في نومها خطأ
تـجري خلفها ألـف مـيل
حتى تـشحف ظمأ
تسقط رغم أنفك
أو تـظاهرا
تبكي أو تراود الـبكاء
حتى إذا ذرفت عيونك دمعة
تمسك بها يا مـريدي مطرا
يغسل ذنوبك / مااقترفتها
يغرق الأرض في الـمفترى عليك
في الأرض
ويبقيك أنت
تمسك بها يا نـا كري مطرا
لاتقنط فـا لله واحد
حاول البكاء ثـانية وعانــد
جاهــد
وقد يحدث
تذرف عيونك دمعة بعد الدمعة
فاحمده على قسمة ضيـزى
والعن اللات والعـزى
وتعـزى
بالخمر دما ودمـــاء
بالنساء من الفيضان
النســـاء
واستـجر ببكائهن
من البكاء
وتـلوع حتى ينـبـهم شح الـوجدان
بالسخاء
علم الأرض تـقنـيـة الكآبة
ودرامية الدعاء
علمها كيف تتحا د ث السحب صماء
تـتـلبد تحت أقدام الـفقراء
علمها
ثـم دعها
تـنـهمر وحدها
مطرا
على السماء
مطرا على السماء
وبـعدها تــفـرج
خذ مظلتك الـمـثـقـوبـة حتما
الـمـقـلــوبـة حتما
وتــفجـج
.حاشـــــــــــــــــــــــــــــــــــية
"مـجــرب وصحيــــح"
كتبت في دجنبر 1981
ونشرت بتاريخ 15 يناير1985
نهرية
رابح التيجاني
رابح التيجاني
ممتشق الوقوف على حافة الأيام الوقوف على حافة الأيام ونهر من الأمس ينز ذكريات راعش الوجه يلم وجهه سرا ويغشاني يضمني جمارا ماارتوى أوارها ولا اهتدى شرارها للغابة المسكونة قرا وريحا واشتعال أعين بالوهم الحلم البعيد ... نهر من الأمس يلفني تابوتا ملغوما ويعدو بي لرمس في الفراغ العدم يزرعني منتصبا بين الشجر الضحك أعجازا خاوية هياكل يستمطر لي الرحمة ويرحل عني سخي الشجن الدمع الحزن الندب كالدنيا التي أعرفها وتعرفني يبكي بكاء الناس كل الناس ويمضي .أنا الآن بدنياي على كفي أراوغ المتاريس أغتال المسافات أتمسك بالنهر يبيع السكر الملح يهديني لهوس المد والجزر فأرتاح لا أرتاح قطارا يرج العتمة والنور والناس جميع الناس. أنهار من الأمس من الأيام تمشي والسحاب في السماوات مرايا تنضح مسخا يظلل سمات الدرب وملامح الأطفال أشتاتا يعضون الدموع يحصدونها أملا باقة بلور ويقتلعون الأرض من الأرض يشحنونها من جيوب الافتقار الخالد في جنة الدنيا السراب آه و آه نهر من الأمس يسير بوقار في زقاق ذاكرتي يسكر وجدان أقداحي ويلقيها على الطوار فارسا بلا فرس خشبي النظرات طافيا فوق قمم الطوفان طافيا مرتفع للأسفل منحدرا للذروة يجري بعمق المقبرة والنهايات في مسالك يغتالها الصمت البهيم وأنا فوق الجسور أعبر جسرا فجسرا أعبر ماش وماش ومضة ثلج غلالة من الرماد ليست تتبخر وليست تدخل بوابة الماء.من الحياة أسخر بموتي ومن الموت أسخر بحياتي. أواه من حرائقي التي تلتهم حرائقي التي تتطحلب عبر أضلع زنازن حلمي البعيد حلمي الملتهب فوق أظافر يدي تغزو الجدار الفالصل بيني وبين ماهناك ماهنا أحترق عشقا وأكفان الأوراق أمامي شاهدة باردة ساخنة حاضنة جثة بوذا وأنبياء أنبياء شعراء يدورون بالأرض حزاما ومواويل سلام.نهر من الأمس وأحباب لنا غرقى غدا.آه سلام . نهر من الأمس وأأحباب لنا غرقى غدا،آه من الصهد من البرد وإنني يا أنهار هذا العالم أبحرت في يم همومي بسمة جذلى وثكلى فامنحيني قلعة قبر مطلة حناياه على الأجيال وقوس قزح والندى أركبها سفينة مجدافها الورد والشعر الاشتياق...أواه هذا النهر ينساب فأرى في مداه ما أرى ماض وآت ومواكب جنازتي ميلادي على الماء تبلل الحناجر حناجري تشدني للجزر وترخي قاربي تابوتي للمد والريح الريح أواه يانهر علمني كيف أزحف لا أرجع أمشي أظل أمشي علمني كيف يموج الصوت في القفر وينداح صدى لا ينتهي علمني كيف يغوص النهر في البحر يدغدغ التضاريس تتطاير الأبعاد أبعادا شظايا ضحكات وعناق علمني فإن ما بالجوف من ماء من نار قد حاصرني وإنني من قمة الأحزان المهترئة حزنا أرمي جثماني إليك أجتاز تخوم العذابات وأدنو لحظة فلحظة من المدائن ... مدائن غدي.
قصيدة نهرية تعتمد تفعيلة مستفعلن
نشرت بالملحق الثقافي لجريدة العلم
1980
مع السلامة
رابح التيجاني
رافقتني السلامة
مكرهة رافقتني السلامة
رابح التيجاني
رافقتني السلامة
مكرهة رافقتني السلامة
مرغمة
كيهودي أدخلوه الجامع
كيهودي أدخلوه الجامع
قالوا لها سيري معه
هو مثال النخوة والشهامة
يقصدونني أنا لا شك
رأوا مالي وأعجبهم حالي
وتأكدوا أن على رأسي عمامة
هي
ربما لم تجد ما تفعله
فقالت نُرافقه
وكللت فضلها بغمزة وابتسامة
إيه غمزة
وفوقها ابتسامة
السلامة يارب لي
وللسلامة
كانت تسير على مضض
تتحاشى الاقتراب
مني
وكأني
القيامة
قالوا لها سيري معه
ستملكين دون أدنى جهد زمامه
وتشدين وترخين كما شئت لجامه
بقليل من السياسة
والحكامة
ستأكلين عقله ومخه
ستشبعين به
وتكسبين وده وتحوزين اهتمامه
ياسعدك ويابشراك وأنت أمامه
ستعشقين صمته وكلامه
حلاله وحرامه
صيامه ومدامه
وستجلين قدره وترفعين مقامه
سيري معه
هداك الله
لن يخالجك أبدا شعور بالملالة والسآمة
ستعشقين يقظته الكسلى ومنامه
وتشاركينه كوابيسه وأحلامه
يقينه وأوهامه
سوف لن تطيقي البعد عنه لحظة
أسير من يقارب مقامه
شقي من يدرك هيامه
ضائع من يستشف ويألف غرامه
سيري معه
إنه
ماتمنى في حياته أمنية إلاك
إنه
ماتمنى في حياته أمنية إلاك
لم تكد تسمع من الطبل إلا نقرة
حتى انسابت كالزئبق غمامة
التجأت إلى ركن بقلبي نعامة
حدثتني طول الطريق
عني
وبأني
ولكني
وبالغت في الملامة
وكعادتها
لما استشاطت غضبا
تعثرت بصندوق القمامة
لم أضحك
فهَمهَمَت هه
يتظاهر باللباقة يتعامى
ليكسب احترامه
أنا لا أتظاهر
لا أريد حتى أن أظهر
ليتها ما رأتني
هلهلَتني
لا
إلا الكرامة
أنا قلت لها
إن الحديث ممنوع
ولا يجر إلا الندامة
والطريق خال أغبر
طويل
والحكيم من ادخر كلامه
لم تقف لحظة
لم تتوقف لحظة
لا شمس ولا قمر
لا إشارة ولا علامة
واصلتُ طريقي
أغني
وعلى كتفي حمامة
كان العالم متربصا
يشحذ ويصوب ويرسل سهامه
قلت للسلامة
مع السلامة
رافقَتكِ السلامة
رافقَتكِ السلامة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق