الاثنين، 27 نونبر 2023

بريد الروح المنفية..رابح التيجاني






رابح التيجاني                                          
            
نهاية



تركوه داخل وردة
يتبرعم أفقا
ويشحذ بالمواويل جراحه ،
تركوه للروح الرحى
مروحة
ريحا
وسقوا ظله بالراح
مطحنة وراحة ،
يتوزع جدلا
يلاحق نبضه نقرا مبعثرا
على وريقة سقطت
تدور بها العواصف والمناحة ،
أيخط تاج حديقة
ويطير يستبق انشراحه ؟
أيقارب قفصا
ويلتمس استراحة ؟
تركوه للدنيا يدانيها
ليرحل ساعة اللقيا بعيدا
ليس يملك غير شوقه
والسماحة ،
هذا الزمان المر ليس زمانه
هذا المكان القفر ليس مكانه
يتهالك الظل اغترابا
في هجيره
ويستحيل الموت واحة ،
منعوه أن يحيا
وماتوا
آه ومتى الحياة
متى متى
كانت مباحة ؟
خذلوه
قد جاء كما شاؤوا
وعاش ولا يشاء
وينتهي .
عصفورك الصداح يا عصفورتي
يطوي جناحه .







ذات يوم واقف


أذكر أنني انتحرت ذات يوم
واقف
يوم كما الأيام دوما
في كنانيش الطفولة البريئة ،
يا أبي قال لنا المعلم اليوم اكتبوا
سطرا
عن الدنيا الهنيئة ،
يضحك الإنشاء منا
والعبارات المعادة الرديئة ،
وكتبت :
ذات يوم
داخت الأرض
أقول كانت الأرض تدور لحظة
وتستريح لحظة
كمومس تمارس العهارة
بلا مشيئة ،
وكتبت :
ذات يوم
كانت الأفراح ليلا
وحدها مواجعي طفت مضيئة ،
قلت أمشي
هي أحزاني أنارت لي طريقا
يا طريقا تكشف الهاوية
ويا أحزانا جريئة ،
وكتبت :
ذات يوم
ذات عمر
ذات قرن
كنت منهارا
ركاما من عذابات حبيسة خبيئة ،
محبطا
ألف غريب
ربما جئت الوجود متأخرا
وقد أكون سبقت مجيئه ،
لست أدري
كانت الأرض فراغا
عدما
بقدر ما كانت مليئة ،
مرتع الهم المقيم
وسلالات الخطيئة ،
كائنات قميئة ،
أوغلت في الإغتيال
والمطاحنات
والروح البذيئة ،
في صناعة الأنا المهووس
والأحقاد الدنيئة ،
وكتبت :
ذات يوم
ذات عمر
كنت مخذولا
أسير اليأس
والموت البطيئة ،
يا نزيفا يشرب القلب
ويغتال المواعيد الوضيئة ،
آه أيامي وآه
ذات يوم
ضاع يومي
في انتظار من ستأتي
هي موتي
ما أتت
أو ما اهتدت
قلت أنير بالدم المخمور عنواني ،
وأحمل على الأكتاف بيتي ،
ستراني
وستسمع بكل الصفو
صمتي ،

ذات يوم
كانت الأرض جزيرة صغيرة ،
والنجوم في سقوفها
مصابيح كسيرة ،
حيثما وليت قلبي
ثمة يأس
ودموع غزيرة ،
عشت ، مت
طول عمري
أهدر عمري
وأنتظر أشياء كثيرة ،
ما أتت
أو ما اهتدت
بين المسالك العسيرة ،
إنني غاد إليها
سندبادا
يستشف رحلة ختم
قصيرة ،
ينتهي إذ تنتهي
يشيع الدنيا المريرة ،
حاضنا كنزا مزيفا
وما كان من الأوجاع
والأحلام المثيرة ،
يعلن بصرخة وحش جهيرة ،
موته
موت الناس
موتا ترضي الحياة والمقابر
كبـــــــيرة ،
موتا ترضي الجلادين
وترضي العشيرة ،
موتا ترضي ضميره ،
آه أيامي وآه
إنني اليوم انتحرت
إذ كتبت
مثلما كنت انتحرت
ذات يوم
عندما كتبت
فوق دفتر الإنشاء :
إن هذه الدنيا حقيــــــــرة .



  




بريد الروح المنفية

متلبسا بالشعر مقبرة أطوف بها
على من لم يجد قبرا بسيطا
للكراء
من الزوال إلى الزوال ،
متلبسا بالموت دندنة
يواكب رجعها الشجر
وزرقاء اليمامة
والمدى
والإشتعال ،
متلبسا
ضبطوا الخلاء بأعيني
والإختلال ،
لست أرى
فيما يرون
سوى المحال ،
لست أرى غير البشاعة
وانسحاق البسمة
تحت النعال ،
يتبرعم الحجر بجنتهم
وتكتشف الورود لها في الكذب
مثال ،
متلبسا
ومررت مندحرا
أحمحم
كحصان ملجم
شاق المراتع
والحبيبة والوصال ،
قلقا
يشيعني الهزال ،
وقعي التهدم
وصهيلي الإعتلال ،
أتدفق شغفا
وأختنق سعال ،
كانوا سكارى يضحكون
أيا ابتذال ،
ومررت
هل أحكي لهم عن جنة الله
على الأرض
ارتفاعا
وانتقال ،
أحكي لهم عن جنة الله
سلاما
ووئاما
وجلال ،
أحكي لهم عن جنة الله
كفافا
وعفافا
راحة قلب وبال ،
أحكي لهم عن فتنة الدنيا
على الأجساد
وديانا وغابات وأعين
مواسم روعة
خصرا وخال ،
مغاور
وجبـــال ،
أحكي لهم عن نشوة المعنى
بجمجمتي
سؤال ،
ليس يطال ،
كانوا حيارى
يلتقون إذا التقوا
للإقتتال ،
للموت حقدا
والجدال ،
للإحتيال ،
والإنحلال ،
للإغتياب الإغتيال ،
الناس ما أكثرهم
أما الإنســــان
فدال ،
أواه يا غدر الطريق بنا
ويا بعد المنــــــال ،
متلبسا
وطفقت أبحث في دروب الروح
عن شبح الحقيقة
والجمال ،
يا للمحبة تجمع البشر
حبيبات رمان
أهلة برتقال ،
..وطويت عمري
طاعنا في الإعتزال ،
الوحدة عنهم
سبيلي للقاء بهم
ومعجزة الإحتمال ،
هذا الوجود جريمة أقترفها
ما دمت فيهم
معهم
أحيا الخبال ،
هي الحياة لهم
وإني قد تركتها لهم
لست أسير مع الحياة تسير
رحلتها الإختزال ،
الأرض التي كانت هوت
الشمس التي كانت هوت
الناس ماتوا
والتراب يا معذبتي
يهال ،
ما لي سوى الكلمات
أخترعها
بديلا ومــــــــآل،
دنيا اكتمــــــــال،
أبتدع الأمل بآهاتي
وأستدني الخيال ،
واحتي الكلمات
لم تزل ضياعا
رأس مال ،
يا غايتي الصبوات
والعشق العضال ،
آه معذبتي
أيا جسدا بلا قلب
وقلبا فقد الروح
وروحا في ضلال ،
أيا انفلات الفرحة
عبر الزمان الوالغ في الإكتهال ،
ماذا عساني أن أقول
وقد تهاوى ما يقال ،
ما لا يقال ،
متلبسا
ضبطوني أخترع الأرض
وأقتطف نجومها
ثمارا وغلال ،
أصطنع من الورق كائنات
تعبر جسر الحياة
باختيال ،
تنثال خطاها انثيال ،
عبر المتاريس وأغلال الأسى
فوق الحبال ،
مجنونة
تنفعل بالحب فوق الإنفعال ،
لا تعرف الكذب
وتأبى الإفتعال ،
صادقة كالفرحة
تنعكس عبر العيون بلا كلمات
بريقا وظلال ،
متلبسا
ضبطوني أحفر قبرا في القصيدة
أسكن أحضانها
فكان ما شاؤوا نفيا
لايزال ،
نفيا وكان ما أشاء
توغلا في السفر
والإرتحال ،
توغلا في الإنعزال ،
للإتصـال ،
للإتصال .

مدخل إلى الحلم الجميل


أطفئي الشمس
وهات من عذاب المد والجزر إرادة ،
واطلبي من سيدي البحر
عنـاده ،
وقليلا من حديث الملح
للجرح
سلاما وشهادة ،
وانسجي من غربة الرمل
فراشا وغطاء ووسادة ،
ثم نــــامي
قد أتاك الفارس الموعود
مهزوما
يعانق صفاده ،
قد أتاك الفارس
مشيا على الأوهام
يجر جواده ،
قد أتاك العاشق يا فاتنتي
يلعن اقترابه منك
ويلعن ابتعــاده ،
حالما بالحلم وحده
زمانا مستشفا في مداه أزمنة
لن تكون
وحضــارات مبادة ،
كيف تعصاني الشموس
إذ أناديها
وتستشرف لي الليل وسواده ؟
أطفئي الشمس ونامي
واستجيبي للأسى وما أراده ،
ربما يلقى الشقي في شقائه
السعــــادة ،
ربما يلقى الغريب
خــارج الأرض بلاده ،
أطفئي الشمس ونامي
قاتل هذا الذي يسكننا صحوا
ومقتول يبارك حداده ،
بوذي يحترق ألما
وينثر مبتهجا على الدراويش
رماده ،
يا مولاتي تعالي
وتسلقي عنقي
مشنقة أو قلادة ،
إنه الليل تنامى
واستطاب في حنايانا رقاده ،
والعذاب جاهد فينا
وما ينفك يواصل جهاده ،
احلمي ثم احلمي
واستنـزفي وجدانك عبر الرؤى
دون هوادة ،
أصدق الأحلام مولاتي حلم
أسلم للإحتمال والنبوءات
قياده ،
أعذب الأحلام مولاتي حلم
ينثني بين الأفول والولادة ،
قد ترين الشمس ترسي خيمة
في غيهب الشط
وتجتاح امتداده ،
تستحم مثل غادة ،
تدخل الليل نهارا
وتشيع الحلم بين الناس
بالعيون يقظى
تستحله تمردا
وترعاه عبادة ،
قد ترين
غير أني لست أدري
ما الذي يغشى مرايانا
فنمضي وكلانا
يسحب عيونه وغربته
وانفراده ،
نحن سرنا خلف هذا الوهم أشباحا
وسرنا
ما توقعنا ارتداده ،
نحن كنا للهوى سواعد
كنا بذورا
نحن كنا الأرض
فصرنا حصاده ،
نحن ضعنا مرتين
وأضعنا ثالثنا أو أضاعنا
تحملنا ضياعنا معا
وما تحملنا ضياع الحب فينا
وافتقاده ،
آه مولاتي
عبث
عبث كان اشتعالي في الهجير
وبلادة ،
عبث هو اشتعالي في الليالي
وبلادة ،
ما التقينا أبدا
وما افترقنا أبدا
والحلم بيننا ملازم حياده ،
أدخليني عتمة المكاشفات يا مولاتي
وكوني خافقي
في زمن أشهر فيه الوجد خذلانه
وارتضى كساده ،
أدخليني غابة الرؤيا
وكوني أعيني
في مسلك يفترش الورد
ويهدينا قتاده ،
أدخليني في مدار الريح
مجنونا
أحال الريح منـزله
وأوراقه وريشته
ومداده ،
واتركيني أكتب بالريح
مغناتي المعادة ،
أكتب ثم أكتب
حتى يعود الكتب بالرياح
عادة ،
آه مولاتي آه
أطفئي الشمس
وهات من عذاب المد والجزر
إرادة ،
واطلبي من سيدي البحر
عناده ،
وقليلا من حديث الملح
للجرح
وساما وشهادة ،
وانسجي من لحظة اللقيا
فراشا وغطاء ووسادة ،
ثم
لا يا مولاتي
كيف تنامين لا ، لا !
أشعلي الشمس
وأقفلي علينا الشاطئ
ولنحلم بالأعين مفتوحة
حتى نعيد للزمان الضائع ما بيننا
ابتسامته
ووداده .



 

انتظار


شاخت بسجن الأفق رؤياك
وألقت رحلها المشحون
بأولى محطات المدى ،
أعلت يدا ،
قالت لمن راحوا حزانى
سوف نلتقي غدا ،،
ثم هوت
وعانقت في الانتظار مقعدا ،
ترتقب الغدا
أو ربما أمسا يأتي عائدا ،
شبه الصدى
يغشى المتاهات ندا :
يا..
يا اغتراب الروح
يا أين الردى ،،
يا شاخت الرؤيا
وتخبو في الفراغ منشدا
تنداح مترددا
تنثال متوددا
معا نــدا
مكابــدا
تسقي القرنفل دماء
والأحجار ندى ،
وتسأل الحلم عن الحلم
تعبا مجهدا ،
يقتادك الوهم الجميل
والرجاء المر
فتنقاد مطوحا على غير هدى ،
مقيدا
مشردا
تطرق حيطان الخراب
واحدا واحدا ،
ترتاد جنون الخيال
موقفا ومجلسا ومرقدا ،
لا العتمة انجلت
ولا النور بدا ،،


يا شاخت الرؤيا ويا
كان الذي كان
وستظل "كان " ما مضى
والموعدا ،
آه و آه
والعناكب تراوح زواياها
وتغشى الموقدا ،
والنار في عينيك
شلال صقيع
ينحبس جامدا ،
بركان أوجاع ينز خامدا ،
الموت الموت
ويامن ينتهي وما ابتدا ،
ويفتدي بموته وجوده
وما افتدى ،
وتستريح في العراء مفردا ،
ما من سماء
ما من قبر
وتستدني السراب المبعدا ،

يا شاخت الرؤيا
وتمنعت اللقيـا
وشدت رحلها الدنيا ...
سدى كان انتظــــارك
سدى.

(أكادير 11/12/1982)




 
السؤال

بكل حريف وهبته للشعر يا شعر
وسواس ،
حنين
شجون
وحب ورعب
وتصهال أفراس ،
تجاور في الحلم ألف متراس ،
بكل حريف
حياتي وموتي
فرار وحراس ،
فضاء وأرماس ،
بكل كلام كلام
قطيع من النار يعوي
وسيــــاط ثلج
وأصداء أنفاس ،
حريف الغناء بقلبي
وقوف وموت
وأجراس ،
تدق
وشيء عن الروح والأرض يغلي
حكايا من الذكريات
وأهلي
وزيتون مكناس ،
حريف الغناء بقلبي اندحار
وإعلان إفلاس ،
أفول شروق
وإحباط إحساس ،
وحلم سخي بدنيا انشراح
وأعراس ،
وأبكي
لماذا انكسار الحنايا؟
انهيار المعـاني؟
لماذا المتــاهات؟
أواه لاتسألوني
ولاتسألوا الناس عن بؤسهم
شعرهــم
واسألوا النـــاس
.
المحمدية 21/7/1987



أحلى القصائد


لا والضحى
والشعر يا ندمي إذا الشعر انتحى
ركنا قصيا داخل قبر
فنام وما صحا ،
إن الكتابة لعنة
وتوهج روحي رحى ،
ولسوف تقتلني المشاعر
لو أظل مطوحا ،
أولم تكن مدائن الإشراق مركبتي
خبا لمعانها
ما أصبحا ،
واقتدت قلب العالم
أجرجر نبضاته
فكبا السبيل ملالة
ترنحا ،
وملأت بحر الهم بالحروف
صاغ بها العباب معاجم غرق
وغاص ملوحا ،
أواه
فأما أنا فمسافر في لجة السؤال
وأما اليقين فتــــالف في القـلب
وأحلى القصائد ما امحـــــــــى .

17/7/1988
  




دوي القصيدة


رصيد من الصبر والانتظار السخي
ووعي شـــــــقي
ودنيا بـــــــــغي
تحــــــابي الغني
وتغتــــــــــال كل نـــــبي ،
وأبصرت في الأفق لونا غـــــــبي
وحلما شــهي
وأسطورة
تسكن الناس والوحش فيهم
وما من خلي ،
نشرت على الصفحة البكر اسمي
وعنوان رأس وأنثى
يجران قبر صبي ،
وكنز انبعاث خفي ،
أسافر سافرت
في الروح يا روح
حتى وصلت قراري
مداي القصي ،
أغني وغنيت للأرض
لحني الشجي ،
وآه
رصيد من الموت والانتحار البطي ،
أنا بين " هم " لا أنا
وأنا دون " هم " لاأنا
وحده الهم يحيا سوي ،
أدرنا الكؤوس
وما من شراب صفي ،
سكرنا بأسمائنا
والعداء الوفي ،
ودخلناه بوحا عصي ،
وكنا جميعا
أنا وأنا وجميعا
وهي ،
ووهما بهي ،
خرابا ذكي ،
يداني الأغاني
وشمس العشي ،
ويطوي الحطام
وعمرا طوي ،
حياتي
وأين المقادير
أين صدى الأرض ما عاد
منذ نفي ،
أين مضى الكون والكائنات
وأين اختفى موسم الريح
لا إرث غيري بقي ،
رصيد من البؤس والاندثار البلي ،
وصوت عيي ،
وقوت نهار براني
وقهر نجوم محاني
وليل جلي ،
أسير وراء الروي ،
ورقص الحروف الحيي ،
هزائم فقر أبي ،
أجمد معنى المعاني
ومعناي
خلدا طري ،
رصيد من الرعب والاقتتال الوطي ،
أموت قوي ،
أموت خشي ،
وأسقي قبوري دعاء ندي ،
أحارب أعداء قلبي
بقلبي
وعدل الدوي ،
دوي القصيدة.



 


دون جدوى


دون جدوى
نشتهي ما نشتهي يأسا
ونهوى ،
دون جدوى
الحياة خدعة
والحب بلوى ،
والشقي ميت حي
فقير إن أراد
ليس يقوى ،
علمته الأرض
كم هي السماوات بعيدة
وأن الأرض حقا
خير مهوى ،
صخرة للإستراحة
متاهة ومثوى ،
دون جدوى
تكدح الروح انتظارا
تسأل الدنيا عن الدنيا
وعن زينتها
تسألها روحا ولهوا ،
دون جدوى
لامتاع غير ريح الريح
تحشو القلب حشوا ،
تنشر القحط وشلال النزيف
الفراغ والمناحات
وتقتلع دقات حناياي
وإرهاصات نجوى ،
دون جدوى
عبثا أروم شدوا ،
عبثا أود لقيا كلمات
حلوة التكوين
نشوى ،
أرتضيها خمرة خبزا
بديل الكون والخسر
وسلوى ،
أنتقي لي ولكم فيها
فضاءات
ومأوى ،
ألف معنى طافح
شأنا وشأوا ،
دون جدوى
عبثا نعدو وراء العمر
يوما واحدا
يوما معادا
يذرع الوجدان عدوا ،
لا صباح غير وهمي
لا فصول غير حزني
لا رجاء يرتجى
إلا إذا أطل سهوا ،
أمل هي الحياة يا أحبائي
إرادة قوية
تحد صامد
لكنها الأهوال أقوى .

30/7/1988






الموت بالسكتة الشعرية


أأقول إن قصيدة غضب هوت
من شرفة البرق هوت
من شرفة الرعد
صهيل أحصنة ؟ !
أأقول إن الصوت خلف سماء صحوتها
تطـــــاول مئذنة ؟!
أأقول إن الصمت بين أصابع يدها
تبرعم سوسنة ؟!
أأقـــــول
وماذا عساني أن أقول
وقد تضاءلت بقدر علوها
مذلة ومسكنة ؟!
كانت تطوح بي
كما البسمات
توغل في الجراح المزمنة ،
كانت تبعثرني
حقول حرائق
بفضاء أرواح عطاشى مدمنة ،
تتقاذف بملائكية خافقي
وتلعنني شيطنة ،
أواه
كيف أقول والكلمات في خلدي
تخمرت جثثا متعفنة ؟!
تتكلس متقاطعة
وتغوص في الحنايا طاعنة ؟!
تحيا بحنجرة المكان
قصيدة رحلت
مع الزمن الحزين
حزينة ومحزنة ،،،
ومضت بك الأيام ياويلي أنا
سنة تطاردها سنة ،
كقوافل الغجر
تسافر أبدا
لست تحالف غير نار الإحتفال
ودندنة ،
تقتلك الصبوات قتلا
وتنام على الورق
مهــادنة ،
تذبحك بالسكتة المفاجئة
وتستحم قراءة في الأوردة المثخنة ،
أمدينة متوحشة سكنت صدري
حريقا
وارتضت رئتي العليلة مدخنة ،
أقصيدة بلهيبها
اختصرت عذابي لحظة متلونة ،
لو تحضنين مواجعي وفواجعي فأقول
لا
أأقول والكلمات تخنقني
أأقول وقد قـــالت
هوت
من شرفة الرعد هوت
من شرفة البرق
نيازك موهنة ،
أأقول والصوت بغفوتها
تصدع مئذنة ،
أأقول والصمت تحت خطى قدميها
تفتت سوسنة ،
أأقول
وكيف لميت أن يقـــول ؟؟؟!



 


حالة خريفية
يمر السقف تباعا
طريقا مضــاعا
يمخر فضاء بلا نهاية ،
آه مولاي
هب لي بعد التيه نفسي
وامنحني فوق عدميتي آية ،
فأما العدم فأدركته
كنته أكــونه
وأما وجودي فلا أدري له غاية ،
يمر السقف تباعا
عربات قطار تتسابق ارتياعا
وتهوي ساكنة
بأرض أو سماء ثامنة ،
هي الموت المذعان جاءت هي
الفاتنة الخائنة ،
هي هي ،،،
حي على التلاشي حي ،
وأساكن بين الوقوف والمشي ،
أطير بالوعي خارج الوعي
وأهبط على الوحي ،
واثقا بي أدخل مثواي
أستأجر معي لنجواي
أ . أ . أأتشــــــه
يرحمكم الله وإيــــاي ،
وأستريح تحت قدمي
أبكي ما شاء البكاء علي
لا
أنا كنت أضاحك الموت حتى تأتي !

ضاحكتها أتت ،
لا
ربما كنت أباكي الحياة حتى تنأى !
باكيتها نأت
بعيــــدا بعيــــدا نأت
مولاي هب لي بعد التيه نفسي
وبعد نفسي
التيه في نفسي
يا مولاي
يمر السقف مرورا أو مرارة
رؤيا تلو الرؤيا
رؤيـــــــــاي
أ . أ . أأتشه
يرحمكم الله وإيــاي ،
وأمزج الفصول في لحظة
ترفرف أهدابها وتعانق الجمرا
تربح الخسرا
تودعه عصر العسر
بمقبرة الريـــــح
يتنامى في التوهم يسرا
ضنكا ضحكا
يدوخ الأزقة هستريا
يختلس من بين هرب اللقيا
وحياد الدنيا
بشـــرى
آية تترى
وتترى
وتقرا
سـرا
وتقرا
جهرا
آيتك أن تتبرعم فقرا
تفوح قهرا
تذبل صبرا
ولا تكلم الناس الوحوش إلا شعرا ،
فصه ،
أ
أ
أتشــــــــــــه .






الإنتصار


ونحاصر القلق المسافر في عيونه
يركب الضحكات
يغني ويغني الأربعين في الذهب ،
عبد الغني يرتب أوراقه
ويهددنا
بالغرابة والعجب ،
ســــــــنرى
يحط النادل قنينة ماء
ويسأل : من غلب ؟
ما من مجيب
هدنا العبث الترهل
والتعب ،
..ويغامر عبد الغني بالطلب ،
نزلت كؤوس الشاي
رشف جرعة
وبكى لأجلنا
انتحب ،
عبد الغني يجر مقعده
يحملق لحظة في الشاشة
ويخنـزر فينا :
أيا خشبا يقتعد الخشب !
يعجبني التلفاز
وحده يعتذر عن العطب ،،
هل نعترف هزمتنا
أبــــــــدا
متى انهزم العرب!
ســـــــــــنرى
نرى !
وتمر فاطمة كعادتها
فيلتهب اللهب ،
ننسى الهزيمة
ها الغزالة
يغضب عبد الغني
ولا غضب :
شيئا من الأدب ففاطمة
طالبة أدب ،
عبد الغني يحبها
ويحب زوجته وطفلته وإخوته
وأمه
والهرب ،،

ونحاصر ألق المكابرة المرارة بعيونه
يغرق في سكر
بقرارة الكأس رسب ،
أو
ينتشل حكاية من قلبـه
عن جيبه
أبدا يدوخنا المهرج
ويغني الأربعين في الذهب ،
أبدا يخادعنا اللعين
وكم كسب ،
عبد الغني فقيــــر
يجني النجـوم من السماوات
يبعثرها على الطاولة السكرى
عنب،
وينصح الناس بعجن الخبز
كل يوم
وشرب الماء
والضحك قبل النوم
بدون سبب ،
ويغادر أمكنته
أزمنته
يتملص نكتا
طرب ،
يتوزع متهدما
بين التماوت
والصخب ،
عبد الغني يكره الفقر كرها
إنما لا يكره الفقراء
سبحان الذي منع
تبارك من وهب ،
عبد الغني مواطن
فوق الريب ،
لا ينتبه لما يقال
ولا تجرجره الخطب ،
ويصادق معمله
والبيت والمقهى
وشرذمة من البسطاء
والصمت الذهب ،
عبد الغني يتأمل وجهه
يتألـم
يتوهج فرحا
يسابق غيره في الإبتسام الإحترام
الإعتذار
والسلام المقتضب ،
ويفر كالشمس ينـام باكرا
ويطل كالشمس يفيق باكرا
ويغسل وجهه بالتوسل والدأب ،
يصطبح بالباعة المتجولين
وصاحب البيت
وصاحبة الصنابير
وطالبة الندى
والمنتخب ،،

..ونحاصر الوجع المعربد في عيونه
يقف
يتطاول متطاولا
يتضاءل متضائلا
يستنطق يده
يودعنا برعشة يده
ونكتة
وكبرياء الدمع أغرقنا لظاه
وما انسكب ،
..يا صاحبي
نحن نجالس بعضنا
ونقاتل الورق
ونندثر انضباطا
وشغب ،
نتمرغ في بحرنا
كالسردين في العلب ،
أنت انتصرت كعادتك
كما تريد دائما
فدع العتب ،
نتوجع يا صاحبي عبثا
لــــمن ؟
للعمر يوما مرتقب !؟
يوما ذهب !؟
في الأمل في الإنتظار
وفي النصب ،
في الخبل في الإندحار
وفي الكرب ،
ألـم مطامحنا
مخاوفنا
وجود مغتصب ،
غن يا عبد الغني الأربعين في الذهب ،
عن يا عبد الغني الأربعين في الذهب ،
عن يا عبد الغني
الأربعين في الذهب
.
  






قراءة شعرية



- مرحبا
أهلا وسهلا
أنت ضيفي
مرحبا
هنا الرباط
والجرائد ،
والحديث عن صبايا الشارع
والأمنيات
والشعراء
والقصائد ،
أنت ضيفي
عدس مائدتي
ليس مهما
الفقراء إخوة
والله واحد ،
ما الموائد ؟؟
تأكل في دارك ماذا
جمانا أم قلائد ؟؟

عفوك يا صاحبي
كلنا في الخبز
في مقابر الخبز
شواهد ،
هات يا أنت خروفا
نضحك للجدل المبحوح
والقلب المكابد ،
أقرأ قصيدتي
تنهال عطفا
وتساند ،،


عدس أحلى من العنقود
واعد ،
شاعر الأرض النكور
والمصائد ،
في قصيدتك لمن هم بلا أرض
قواعد ،
وطوابير مقاعد ،
في قصيدتك لمن هم بلا عقل
فوائد ،
في قصيدتك لمن هم بلا روح
وسائد ،
في قصيدتك إشراقة النبوة
وتلويح المراصد ،

- عفوك يا صاحبي
هي معاناة بكاء
والبكاء لامعنى له
زائد ،
محنة لامهرب منها
كما الموت ملاذ
شدة تطوي الشدائد ،

لا . يسوخ العبث كالبرق
أما زمن الرؤيا فخالد ،
غص بأعماق التباريح
وجاهد ،
كن كما اليوم
على يومك شاهد ،

- ياوداعا
للحديث

للعدس
نبل الأصول والمقاصد ،
يا وداع الاعتزاز
يا وداعا .
نلتقي في مطعم بعد غياب
كان وجدانك راكد ،
وضميرك الشبعان المستريح راقد ،
تقرأ ذات القصيدة البكاء
تتهجاها
بالصوت جامد ،
لست تدري
ما تغير بها يا صاحبي
لا شيء
غير العدس الممقوت
قد أصبح فاسد .

( نشرت بجريدة البيان وجريدة العلم / نونبر 1984 )


 

أفول




دنا من دنانا
هوى الأفق زغرودة
واستكانا ،
كسرب المعاني
طوتها خطانا ،
فما من مدى
ينزوي في رؤانا ،
وما من خيال
بظل الحنايا
يغفو
ويرجو الأمانا ،
دنا
من عيون الحزانى ،
يفيض اشتعالا
ويزهو افتتانا ،
ويخبو حزينا
شقيا
ويجثو
جبانا ،
دنا
أو تدانى إلى أن تدنى
وهانا
وأمسى هوانا ،
وكنا
وكانا ،
وماذا علينا
إذا العمر خانا ،
بكى مستحما
بلقيا سراب
وعانى ،
دنا
من سماء الحزانى
تدانى
كنجم على الصمت
أغفى
وغنى
مهانا .







مرارة


الدروب في التجاعيد مشت
أعمى يسيــر ،
والمرور في المتاهات عسيــر ،
المرور فوق لا أرض
وعبر لا زمان
سفر مر مرير ،
المرور ها هنا
في لحظة القلب
بلا تأشيرة
أسطورة
شعر خطيـر ،
قد يغوص في السماء
وبلا أجنحة في قلعة القبر
يطيـــر ،


إنه الموت دنا
إني أنا
أدنو من التيه
بشيـــر ،
أوفدتني خمرة الشعر إليكم
في الهجيــــر ،
أوفدتني دون أكفان
سفيــــر ،
ذابلا
لا أرتجي منكم فصولا
عمر نشوتي قصير ،
مرت الأيام مرت
يا مرورا كالمرارة
ويا دنيا تدنت
في التداني
في التنائي
في الدناءات
دنان القحط
والكأس الكسيـــر ،
في شرايين الصخور
أو الفضاء الزمهرير ،
لعنة
سوء مصير ،
رحلة تروي حكايا
عن إياب أول الناس
من الناس
ومن بعد الأخيــر
.( نشرت بالميثاق الوطني 25مارس 1999)




 

محطة للوقت الراكديا قلب لذ بالموت
أنج بالفناء وارتفع ،
هذا الوجود فارغ
منعدم ملتبس المعنى
بشع ،
هلا وهبت أمسك المسروق للنسيان
والماضي الجشع ،
ألق حياتك المحال
خارج الأرض
وجد دنيا لك
فالمضطر يبتدع ،
لملم من الآفاق باقات الرعود
تلتمع ،
واسحب مداك
وانتزع كل الجذور
واقتلع ،
لا تشتري الآتي
وبع ،
بع يومك هذا وبعه
دون تبكيت وضع ،
كالساعة محايدة
لا تبالي بالزمان يستمر وصله
أو ينقطع ،
كالساعة معطلة
لا تدوخ لحظة عبر المدارات
مع الكون
تلاحق الحساب الممتنع ،
ضع في الوقوف المصطرع ،
كالناس في محطة الوقت
كراسي تنصدع ،
تنهار أشتاتا
حطاما تالفا لا يجتمع ،
لا ينهض إن أقبل أو أدبر حلم
من الأحلام
ولا يندفع ،
كن فبرك الموعود
تحيا حتى تعيـى
ترابا خالدا
إن تستطع ،
ذلك خير من خضوع الروح
للريح
ومن تيه بهيم يتسع .

20/10/1988
  





مرثية هباء عربي
أفق بلا أفق
ومقبرة
وبينهما الهباء مقفرا
يغزو دروبه ،
يتسكع الزمن الكسيح
مفلسا
أخلى جيـــــوبه ،
يتهـادى
وما من زمن
يراوح روحه مترنحا
منتشلا من ومضة عدم
ندوبه ،
وترا بلا نغم
يسلسلني
أو نغما ينـز من القيود
بلا عذوبـة ،
الأرض هذه
كانت الأرض التي ارتفعت
حضارة
واشتعلت خصـــوبة،
الأرض هذه كانت الدنيا
فكيف تزلزلت زلزالها
ابتلعت أو احتضنت
كليل راكد
أبطالها
يا أمة النكســات
يا عربا
وأينها العروبـــة ،
هرب الخليج من المحيط
وبارك المبكـى هروبه،
مسخ الشمال أيا معذبتي جنوبــه ،
في تيه عولمة التلاشي
في المحال المشتهى
واستنسخ الشرق البهيم
كمثل غربهم
عيوبــه ،
في عالم يخفي ذنوبه ،
قد عانق الإعصار
ويخشى هبـــوبه ،
يتناسى عبثا
حروبه ،
بدم الصغار
وبالحصار
وبالعقـوبة ،
يتلهى بالقيم المثلى
ويلهيــنا
لنفنى أو نضيع
بلا صعوبة ،،
أفل البريق
وإنه التاريخ يستدني غروبه ،
في عالم ألغى شعوبه ،
ينهال عنفا
لا ولا ينهار لطفا
عاجزا قد امتطى وهما
سيبقى بالسيـاط أبدا
ضامنا ركـوبه ،،
أفق من قرف ومقبرة
وبينهما الهبـاء
مســـــــافرا
يطوي دروبه.

(نشرت بالملحق الثقافي لجريدة الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية ،16 مارس2001 )





قلوب الحجر

هي انتفاضة ،
أسطورة الأطفال الحزانى
شاخوا اشتياقا
للفجر يستدنون رياضه ،
تغريبة الحجارة في المدى
في تيه الزمان
تسقي حياضه ،
هي الطريق
في الأرض للأرض
كبرياء الأرواح
أفنتها الصلوات
المجاهدات المكابدات
المكاشـفة الســــر
والرياضة ،
هي انتفاضة ،
قالوا أتى الوجد المستحيل
لا بأس من بأس
لا غضاضة ،
من يستطيع
في حضرة الموت المشتهى
أن يبدي اعتراضه ؟؟
سوف تساوي الآهات
يوميا تستباح
جيش عناوين الحبر
تغشى ليل التراب المهموم
المكلوم
وبياضه ،

هم يشترون الحق
ببحر من الدماء
من السلام
ونحن نشتري كل يوم
جريدة
من أقصى الخليج حتى المحيط
نبكي افتضاضه ،
ها الأهل كالأهل
من بعيد أو من قريب
بعض يوالي تتبع الأخبار
وبعض يخفي امتعاضه ،
يمشي وحيدا
جارا نضاله الوهم
يرأس استعراضه ،
هي انتفاضة ،
هل يعرف المعنى من جهاد
غير الذي صافاه وخاضه ؟؟
هي انتفاضة ،
أما أنا وأنتم
أنا أنتم
فاندلاع في القول
حتى النصر متى جاء
واستفاضة .
 
1989
 


فلسفة التراب

دنيا
ويمتقع السلام مهددا
تتوجع الكلمات مقبرة
تبعثر – قبل أن تشكو –
معانيها
السراب ،
دنيا
ويحتقن الغد أملا
بطلعتها
يباب ،
دنيا وأي المغريات أنا سكنتها
وما كانت خراب ؟
يا أيتها الأنثى التي
يا أيتها البسمات مثقلة
بشوق البوح
وزيف الخطاب ،
جسدا تبرعمت النداءات به
نارا تنادي النار
وهل غير نيراني جواب ؟
لكنها الهرب إلى الهرب
وفلسفة التراب،
لكنها الخوف
من الدنيا الرهيبة
واحتراف الارتياب ،
لكنها الوجد المكابر أبدا
والاحتجاب ،
يا أخرجنا الحب من الجنة
أخرجنا الناس من الأرض
ترانا أين نمضي
أين نلجأ
أين نحط الركاب.؟
الحب قبل مكاشفات الحب عشناه
انفعالا
واضطراب ،
الحب قبل الحب
سبقناه إليه
جنونا ارتباكا
ذهانا وعصاب ،
يارحمة الدنيا لنا
يا رأفة اللقيا بنا
آه ورفقا يا غياب ،
في همسنا
في جهرنا
شيء من الممنوع
والمسكوت عنه
والمهاب ،
ينبجس كالروح
ينساب انسياب ،
ينحبس كالروح
تنكتم عذاب ،
عبثا تفر عيوننا
كلماتنا المخمورة
عسلا
رضاب ،
عبثا نداري ما نداري
بالمجاملة اللباقة
والعتاب ،
هو الذي نخشاه يا دنياي
كان
ولن نكون بدونه
هو القدر الأمر
والقدر كتاب ،
نحن لنا
نحن
لنا
في الابتعاد الاقتراب ،
في الاغتراب ،
نحن لنا
حضر الحضور بنا
أو انخسف وذاب ،
كيف التوجس لايدمر شوقنا
كيف التجافي لايزلزل نبضنا
إن الذي ما بيننا
عجب عجاب ،
نفترق لانفترق
ونلتقي
نتداخل كذبا
ونحترق شباب ،
شيخوخة المأساة
والذهب العزيز
وسلطة الناس تفتتنا
وتفتننا استلاب ،
دنياي آه
إنها دنيا ذئاب ،
لن نستطيع الصبر فيها
معها
لانملك شرف الاقامة
والذهاب ،
نحيا
كما لو أننا جئنا الحياة
بلا بطاقة دعوة
نحيا
كما لو كانت الحياة يادنيا
عقاب ،
نفنى افتقارا
انتظارا
انعزالا
واكتئاب ،
لكننا
نحن لنا الحب
ولم لو نحصد الذهب
ونجني جنة
سكرى الرحاب ،
أيتها الفتنة فتنت
ويا إغواء سحر مستجاب ،
نحن الحياة
ولو تركونا عرايا
إنه الحب المقدس للعرايا
مستطاب ،
أولم نعش منذ الأزل
إلى الأبد
وحدها وريقة التوت
يا أنت
ارتضيناها ثياب ؟.



 

كبرياء

قولوا لها،
إني لها،
ألتاع شوقا مثلها ،
قلبي الكتوم عانق البوح الجميل
قبلها ،
لم يحتمل صبرا
ومل الغنج واختيالها ،
كيف انتظاري همسة منها
وقد أنطقها الوجد العنيد
كلها ،
لم يبق في كيانها اللماح
حرف لم يصور حالها ،
تنثال روح اللهفة
جذلى بكل رعشة فيها
تكاد تسألني قتلها ،
يالي من السحر
أفولا في شروق
وشموسا تحتضن ليلها ،
الفتنة هي
الجمال أنكر أوصافه
واختار تعريفا له
جمالها ،
والاشتياق هي
تسخو بالدلال المشتهى
وتكنز لي وصلها ،
إن الذين يكنزون الوصل
لهم مالهم
إن لم تكن تعلم
فيا جهلها ،
غدا
إذا ما زلزلت الاضلع
زلزالها ،
وحطمت الرغبة أغلالها ،
وقال قلب مالها ،
يومئذ تنصاع لإرادة الحب
وتأتي طيعة
تعلن امتثالها ،
تلعن خضوعها وذلها ،
تمزق صورها
وتغتال ظلها،
كأنما الحب هزيمة
وأنها إذا قالت أحب
عنت اضمحلالها ،،
وتفرح حينا
تكاد من جنونها تطير
دون أسباب
تشد للسماء رحلها ،
وتحزن حينا
أرى فؤادها يخطو شريدا
وأرى بين أنامل يديها
عقلها ،
يالوعتي ماهالها ،
كذلك هي تزاوج فصول
تسكن الغرابة أوصالها ،
تريدني كهلا
وتهواني شبابا
وتراني طفلها ،
لو لم تكن ملاحتها
فتنة محبوبة
وسلطة عمت
لطلبت عدلها ،
لو لم تكن وعودها
حظ جميع العاشقين
لاشتكيت بخلها ،
وإنها مالت
وقالت
كيف بي لاألمح في مقلتيها
قولها ،
أي حديث أروع من لمحة كسيرة
تختزل فيه امرأة
ميلها ،
أي بلاغة كتلميح الهروب
تستحضر عبره
انشغالها ،
يا لعذابي
عندما تعانق عيونها ابتهالها ،
كأنما هي تصلي خلسة
ضد ارتياحي
وتريح بالها ،
أحبها
ماذا عساها محنة التكتم
والكبرياء المرة تجدي
ومن يطيق إلى الأبد احتمالها ،
قولوا لها
إني لها
أحبها
ألتاع شوقا مثلها ،
لعلها تقول شيئا في غد
لعلها ،
أو ربما إن ما وجدت
في اللغات ما يرضيها
أنابت فعلها .

  




قصيدة خبز

لامرأة تأتي كالطواجين
والشواء
أعلنت جوعي
غسلت روحي بالذكريات
والحلم
بسملت باسمها
شحذت بعطرها طاقم أسناني
ضممتها
وانخرطنا في القضم والتدمير وحوشا .

لامرأة تأتي كالشراب
حين يظل القلب وحيدا
ينأى قريبا
يهفو بعيدا
لامرأة كالدمع ملأت كأسا
وكأسا
كأسا وكأسا
آه وكان الختم زجاجا يفارق صفوه ،
بلورا على الوجنات
وبلورا سحقناه تحت خطوة .

لامرأة تأتي كالذهب
لامرأة هي الذهب
أترع بها وجداني
وأفنى
في البحر بستانا
في البراري حوتا
وأفنى
أحيا لها كالوهم القتيـل
شبه السماء
شبه الديناصور
لامرأة هي الذهب والذهب
ألغي الإنســان مني
لا أحتفظ إلا بجـوعي
والفقر
أبقيه لي هوية
أستبقيه لها هدية .


كيف الصبوات طالها العجز
ياجسدا مشويا
ويا قصيدة خبز ؟

وزعته قلبي بينهن
وهمت في الخلوة بلا قلب ،
في كل ممشى تركت بعضي
وعبر كل مدينة تلاشيت عشقا
ونغمة حب ،
لم يسترح بي يوم
ولم يقف لحظة تحت قدمي درب ،
آه وآه
ياامرأة بثقل الأرض
والزمن الصعب ،
ياامرأة تحشد نساء الدنيا
وراء عيونها
ومبسمها العذب ،
تحاربني مسالما
وتسخر مني لو جئتها حرب ،
ياامرأة هي الذهب
وهي النساء

هل أستبيح قدامك الندب ؟
آه وهل أهدر افتقاري
أم اندحــاري ؟؟

أنثى لها شكل الوردة
ومعنى الرغيف ،
أنثى لها وجه مارس
والقفـــا خريف ،
أنثى لها تلويح السياسـة
والعصـا
وكتم النزيـــف ،
وامرأة هي امرأة
تغتال انفجاري ،
امرأة هي امرأة
يغويها اندثاري ،
امرأة هي امرأة
يرضيها اندحاري ،
لها اندحاري
كالسيل والشلال
لها ما تهـــوى إلى أن أهــوي
ويهـوي اندحاري
ا
ن
د
ح
ا
ر
ي .











الأسئلة

لا أقسم بالشعر والشعراء
وأنت البراكين إذا الوجد خمد ،
لا أقسم بالفقر والفقراء
وأنت النعيم إلى الأبد ،
لا أقسم بالهجر
وأنت الحضور في الحضور
وفي الغياب
وقبل لقيانا
وفي يومي
وغد ،
لا أقسم بالخمر
وأنت انتشاء الحلم إذا صحا
وإذا رقد ،
لا أقسم بالقهر يا قاهرة
يتسلطن بعبادتها من عبد ،
لا أقسم إذ أقسم
أنت اليقين ولايقين سوى يقيني
بالمودة
معتقد ،

فيك انشراح الروح
دغدغة العواطف
رجة الحب
وشهوة الجسد ،
فيك الغواية الهداية
سفر الغرباء في الغيب
في الناس
وأخبار البلد ،
فيك صفاء الأفق
والغيمات تندثر بدد ،
فيك بلاغة لغة الأمواج
تنتـثر زبد ،
فيك السراب
يفجر التحنان إن دنا
يشدني إن ابتعد ،
فيك من الطين خبايا
لو تملاها الشيطان
سجد ،
ألف خبايا لو تملاها
استعاذ من الحسود
والحسد ،
يا الجنة يستطاب فيها ما تشائين
المواجع والنكد ،
جدلا حبيبا
واحتراقا هو عمري
الرغد ،
فيك الكلام يطير بنا
خفية
يا همسة القلب السخي
إذا وعد ،
حلم الليالي
هاتف البشرى
مفاجأة البريد صباح عيد
أو أحد ،
أواه يا فاتنتي
كيف يمر الفصل تلو الفصل
والوصل كما الفصل
زمان ما خلد ،
إن الفؤاد لفي كبد
إن الفؤاد لفي كبد ،
يا من تكون هذه النار التي
تنهال شلالا من القتل
البراءة
سوسنا ذبح الحنايا وورد ،
يا أنت والشوق اتقد ،
يا أنت والوصل اتأد ،
يا أنت وما تشتهيه النفس
يختمر كمد ،
آه لماذا أنت
والدنيا امتلاء
لست أحصره روائع
أو عدد ،
أنت لماذا أنت يا أنت
أأقول المحب وما وجد ؟
أأقول لي لا
المحب وما فقد ،
أو ما افتقد ؟
أواه يا فاتنتي
الحب كالغيب سؤال دائخ الأبعاد
والمعبود
ســـــند ،
الحب وأسأل نفسي
يا ترى تستأهلين مكابداتي

والسهد ،
عجبي ويحترق الفراش
ولو درى بالموت
هل كان قصد ؟
الحب وأسأل نفسي
هو حب الذات
هو الجوع والهوس
احتياج العطف المودة
أو
تحايل على الموت
بتفريخ ولد ،؟
هو الهروب من القنوط
الوحدة العبث
من كابوس ليل بالغرباء احتشد ،
هو التجاء الكبرياء
الضعف
يد يشربها الماء تشرئب ليد ،
هو الضلوع في التوتر
هو الخلاص من التوتر
والعقد ،
هو السعار
والتسامي ألفة
الافتتان
البحر بالبر اتحد ،
هو انتفاخ الهر
وطيبوبة الذئب
وتدجين الأسد ،
الحب
هو الحب ويعرفني
وحبنا يا أنت أسئلة ما أدركتها
وليس يدركها أحد ،
تحير من سقى الغرس جنونا
وما حصد ،
من لم يبارح لوعته
وما وأد ،
تؤرق من انتشى مستمتعا ثم انتشى
ثم انتشى
حتى همد ،
أو من تفانى في الهوى
والهوان
وما حقد ،
أواه يا فا تنتي
من الأسئلة
عذابا وضياعا
وصفد ،
أواه منها محنة
تستحضر الوجدان والمعنى
تغازل التجليات
والقلب شرد . 





ليل الأرجوان

آن الأوان
لم يعد للغد
في خلدي
مكان ،
زحف التراب
معانقا
أبد الزمان ،
والعمر
لن تكفي سويعات منه
وهل تتسع المآتم
حين أرخي لمندبتي
العنان ،
آن الأوان،
وليس لي وقت
لحفر وصيتي
حرفا فحرفا
في ثوان ،
آه أحبائي وآه
غبش الملالة لف وجداني
وخانني المدى
والعنفوان ،
آه أحبائي انتهى ما ينتهي
قبل انتهائه
دونما أثر
وهان ،
عمر مضى
ستون عاما أينها ؟
ضاعت
وكيف تضيع مني هكذا
في غفلة
أين الأماني والأمان ؟
عبق الطفولة والصبا
أمد الشباب والكهولة
كل أزماني
مجرد غفوة سكرى
غفت وانطوت
ومحت كنا وكان ،
شيخوختي سمفونية
تنساب في جسدي
بخفة أقحوان ،
تتسلق الشريان
والبنيان
والألوان
مثل بهلوان ،
تختال جذلى
فوق أكفان الصقيع
بغور ليل الأرجوان ،
هزمت كياني
ثم كينونتي
وفازت بالرهان ،
سلبت غدي
وشيعت أشباح ذاكرتي
وأطيافي
في
مهرجان ،
ما كنت أخشاها
ولكن
هدني ما هدني
أجلي ككل الخلق حان .







شيخوخة
ضبطوني معها
في غبش الفجر
عراة دون أكفان
وفي أبشع حالات التلبس ،
السعال المر
الغيبوبة السكرى بخمر العمر
والشعر
يناجيها ويحصي نبضها
ضيق التنفس ،
ضبطوني معها
في منتهى الموت
حطاما
أو ركاما
منهارا
يشرئب للتكدس ،
ضبطوني شجرا
يبحث عن كأس دوام
في مدى دون سماء
شجرا
يمتاح من فيض التيبس ،
ضبطوني معها
شيخوختي
معشوقتي
نمشي سويا
في وقار وانتحار
في وئام و انعدام
نفتح الأرض
تواري غابة الموتى
التي لن تداني الأفق نارا
أو غيوما للتمترس ،
أبدا لن تستطيع الرقص فجرا
أو تساقي النهر
لون الطين والرؤيا
وأقداح التكلس ،
إنها الموت أتت
يا مرحبا بالموت موتا
مستساغا
هادئا
ختما بسيطا
ليس يستدعي طقوسا
أو تمرس ،
مرحبا بالموت موتي
لم يفدني
في انكساراتي
اندحاراتي
اندثاراتي
توجس .




سيان

هل أخاف نومة
ما من صباح بعدها ؟
إنها روحي استراحت
في العذاب
وحدها ،
وجدت ما ترتضيه
و تفانت في الفناء
في مدى الموت
استطابت شهدها ،
وحناياي
على نار السراب تستوي
اليأس
اليأس المقيم
هدها ،
هذه الدنيا هبـــــــاء
لست أخشى فقدها ،
أوغلت
في مهجتي طعنا
وصبت حقدها ،
فعلام أتمنى ودها ؟!
الضياع قدر
سيان
سيان
فتحت مهدها ،
أو
لحدها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق